فما وافق ذلك أذن فيه وأمر وما خالفه نهى عنه وزجر فيكون قد آمن بذلك واتبع ولا يستحسن فإن من استحسن فقد شرع .
قال أبو العباس أحمد بن يحيى حدثني محمد بن عبيد بن ميمون قال حدثني عبد الله بن اسحق الجعفري قال كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس الى ربيعة قال فتذاكروا يوما السنن فقال رجل كان في المجلس ليس العمل على هذا فقال عبد الله أرأيت ان كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام فهم الحجة على السنة فقال ربيعة أشهد أن هذا الكلام أبناء الأنبياء .
وبعد هذا كتاب جمعته محذرا من البدع زاجرا لمن وفق لذلك وارتدع ممتثلا به قول رب العالمين وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وسميته الباعث على إنكار البدع والحوادث فما على العالم إلا نشر علمه والله يهدي من يشاء الى مراسم حكمه وما أحسن ما روى عن الشافعي رضى الله عنه قال سمعت سفيان بن عيبنة قال إن العالم لا يمارى ولا يداري ينشر حكمه الله تعالى فان قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله .
قلت ثم كان من العجائب والغرائب أن وقع في زماننا نزاع في بدعة صلاة الرغائب واحتيج بذلك الى التصنيف المشتمل على ذم المخالف والتعفيف فحملتني الأنفة للعلم والحمية لصدق على تمييز الباطل من الحق فألفت هذا الجزء الموصوف بالإنصاف فيما وقع في صلاة الرغائب من الإختلال وأضفت الى ذلك بيان البدع في غيره مما يناسبه وضممت اليه ما يقاربه رغبه في تعليل المحن من مخالفة السنن وقمعا للطائفة المبتدعة ورفعا لمنار المتشرعة والله الكريم أسال ذا الجلال الأكمل والعطاء الأجزل أن يسلك بنا السبيل الأعدل والطريق الأمثل فهو المؤمل لإجابة دعاء من أمل