أن اختيارك لنفسك خير من اختيار الله ورسوله وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعة وان كان المتمسك بالحق قليلا والمخالف كثيرا لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي A وأصحابه رضى الله عنهم ولا نظر الى كثرة أهل الباطل بعدهم .
قال عمر بن ميمون الأودي صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته بالتراب بالشام ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود فسمعته يقول عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول سيلى عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة وصل معهم فإنها لك نافلة قال قلت يا أصحاب محمد ما أدرى ما تحدثون قال وما ذاك قلت تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي صل الصلاة وحدك وهي الفريضة وصل مع الجماعة وهي نافلة قال يا عمرو بن ميمون قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية تدري ما الجماعة قلت لا قال ان جمهور الناس فارقوا الجماعة وأن الجماعة ما وافق الحق وأن كنت وحدك وفي رواية فقال ابن مسعود وضرب على فخذي ويحك أن جمهور الناس فارقوا الجماعة وأن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى قال نعيم ابن حماد يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وأن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ أخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي C تعالى في كتاب المدخل 4 .
فصل في تقسيم الحوادث الى بدع مستحسنة والى بدع مستقبحة .
ثم الحوادث منقسمة الى بدع مستحسنة والى بدع مستقبحة قال حرملة ابن يحيى سمعت الشافعي C تعالى يقول البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم واحتج