وأن الأدلة والواقع يشهدان يكذب هذا المفتري وعظم جرأته على الله وقلة حيائة من الله ومن الناس فهؤلاء أمم كثيرة لم يكتبوها فلم تسود وجوههم وهاهنا جم غفير لا يحصهم إلا الله قد كتبوها مرات كثيرة فلم يقض دينهم ولم يزل فقرهم فنعوذ بالله من زيغ القلوب ورين الذنوب وهذه صفات وجزاءات لم يأت بها الشرع الشريف لمن كتب أفضل كتاب وأعظمه وهو القرآن الكريم فكيف تحصل لمن كتب وثية مكذوبة مشتملة على أنواع من الباطل وجمل كثيرة من أنواع الكفر سبحان الله ما أحلمه على من اجترأ عليه بالكذب .
الأمر الرابع من الأمور الدالة على أن هذه الوصية من أبطل الباطل وأوضح الكذب قوله فيها ومن يصدق بها ينجو من غذاب النار ومن كذب بها كفر وهذا أيضا من أعظم الجرأة على الكذب ومن أقبح الباطل يدعو هذا المفتري جميع الناس الى أن يصدقوا بفريته ويزعم أنهم بذلك ينجون من عذاب النار وأن من كذب بها يكفر لقد أعظم والله هذا الكذاب على الله الفرية وقال والله غير الحق إن من صدق بها هو الذي يستحق أن يكون كافرا لا من كذب بها لأنها فرية وباطل وكذب لا أساس له من الصحة .
ونحن نشهد الله على انها كذب وأن مفتريها كذاب يريد أن يشرع للناس ما لم يأذن به الله ويدخل في دينهم ما ليس منه والله قد أكمل الدين وأتمه لهذه الأمه من قبل هذه الفرية بأربعة عشر قرنا فأنتبهوا أيا القراء والإخوان .
وإياكم والتصديق بأمثال هذه المفتريات وأن يكون لها رواج فيما بينكم فإن الحق عليه نور لا يلتبس على طالبه فأطلبوا الحق بدليله وأسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم ولا تغتروا بحلف الكذابين فقد حلف إبليس اللعين لأبويكم على أنه لهما من الناصحين وهو أعظم الخائنين وأكذب الكذابين كما حكى الله عنه ذلك في سورة الأعراف حيث قال سبحانه وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين