وحرمان الجنة ودخول النار لمن لم يأخذ بتشريعه ويريد أن يجعل هذه الوصية التي أفتراها أعظم من القرآن وأفضل حيث أفترى فيها أن من كتبها وأرسلها من بلد الى بلد أو من محل الى محل بنى له قصر في الجنة ومن لم يكتبها ويرسلها حرمت عليه شفاعة النبي يوم القيامة .
وهذا من أقبح الكذب ومن أوضح الدلائل على كذب هذه الوصية وقلة حياء مفتريها وعظم جرأته على الكذب لأن من كتب القرآن الكريم وأرسله من بلد الى بلد أو من محل لم يحصل له هذا الفضل إذا لم يعمل بالقرآن الكريم فكيف يحصل لكاتب هذه الفرية وناقلها من بلد الى بلد ومن لم يكتب القرآن ولم يرسله من بلد الى بلد لم يحرم شفاعة النبي إذا كان مؤمنا به تابعا لشريعته وهذه الفرية الواحدة في هذه الوصية تكفي وحدها للدلالة على بطلانها وكذب ناشرها ووقاحته وغباوته وبعده عن معرفة ما جاء به الرسول من الهدى .
وفي هذه الوصية سوى ما ذكر أمور أخرى كلها تدل على بطلانها وكذبها ولو أقسم مفتريها ألف قسم أو أكثر على صحتها ولو دعا على نفسه بأعظم العذاب وأشد النكال على أنه صادق لم يكن صادقا ولم تكن صحيحه بل هي والله ثم والله من أعظم الكذب وأقبح وأقبح الباطل ونحن نشهد الله سبحانه ومن حضرنا من الملائكة ومن أطلع على هذه الكتابة من المسلمين شهادة نلقي بها ربنا D أن هذه الوصية كذب وافتراء على رسول الله أخزى الله من كتببها وعامله بما يستحق .
ويدل على كذبها وبطلانها سوى ما تقدم أمور كثيرة الأول منها قوه فيها لأن من الجمعة الى الجمعة مات مائة وستون ألفا على غير دين الإسلام لأن هذا من علم الغيب والرسول قد أنقطع عنه الوحي بعد وفاته وهو في حياته لا يعلم الغيب فكيف بعد وفاته لقول الله سبحانه