ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي بكر في صدر سنة خمس وثمانين وحج وسمع بالشام والعراق والحجاز ومصر من شيوخ عدة . وشارك ابنه في السماع هنالك وكتب بخطه علما كثيرا ورواه .
وكان : من أهل الآداب الواسعة واللغة والبراعة والذكاء والتقدم في معرفة الخبر والشعر والافتنان بالعلوم وبجمعها .
وكان : من أهل الكتابة والبلاغة والفصاحة واليقظة ذا صيانة وجلالة . وتوفي منصرفا عن المشرق بمصر في محرم سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة . ومولده سنة خمس وثلاثين وأربع مئة .
عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن فورتش : من أهل سرقسطة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبيه وعن أبي محمد الباجي وأجاز له أبو عمر الطلمنكي وأبو عمرو السفاقسي وأبو الفتح السمرقندي .
وكان وقورا مهيبا عاقلا فاضلا . ونوظر عليه في المسائل . قال أبو علي بن سكرة : كان أفهم من يحضر عنده . واستقضى ببلده وكان محمود السيرة في قضائه .
وكان مولده سنة أربع وعشرين وأربع مئة . وتوفي في صفر من سنة خمس وتسعين وأربع مئة .
عبد الله بن إسماعيل : اشبيلي يكنى : أبا محمد .
كان : من أهل العلم التام والحفظ بالحديث والفقه . وكان يميل في فقهه إلى النظر واتباع الحديث من أهل التقشف . خرج إلى المغرب فسكنه مدة وولي قضاء اغمات ثم نقل إلى قضاء الحضرة فتقلدها إلى أن توفي سنة سبع وتسعين وأربع مئة . وكان مشكور السيرة حسن المخاطبة . كثيرا ما كان يقول لمن يحكم عليه بالسجن للأعوان : خذوا بيد سيدي إلى السجن . وله تصنيفان في شرح المدونة ومختصر ابن أبي زيد ملئت علما . أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض .
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف بن بشير بن سعيد القاضي بن محمد القاضي بن سعيد بن شراحبيل المعافري : من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي عبد الله بن عابد وحكم بن محمد وحاتم بن محمد وأبي عمر بن الحذاء وغيرهم .
وكان معتنيا بتقيد العلم وسماعه من الشيوخ . سمع الناس منه بعض ما رواه . وذكر طاهر بن مفوز أنه صحبه وقال : كان حسن الطريقة ذا سمت وهدى صالح . له اعتناء بالعلم وهو ذكر نسبه على نحو ما تقدم .
وقرأت بخط شيخنا أبي الحسن المقرىء : توفي أبو محمد بن بشير ليلة الخميس أول الليل لثلاث بقين من المحرم من سنة ثمان وتسعين وأربع مئة . ودفن بمقبرة أم سلمة وصلى عليه ابنه عبد الله وكان مولده سنة أربع عشرة وأربع مئة .
عبد الله بن سعيد بن حكم المقتلي الزاهد : من أهل قرطبة يكنى : أبا محمد .
قرأ القرآن على أبي محمد مكي بن أبي طالب المقرىء . وكان آخر من بقي ممن قرأ عليه وكان C أحد الزهاد العباد الفضلاء الصلحاء الذين يتبرك برؤيتهم ودعائهم وأخبرني القاضي محمد بن أحمد بن الحاج C غير مرة قال : حدثني أبو محمد هذا قال : كنت عند أبي عمر أحمد بن محمد بن عيسى القطان الفقيه فأتى إليه رجل فقال : إني أريد أن أسألك فحسن لي خلقك ! .
فقال : قل . فقال : ما أفضل ما أدعوا الله به فقال له : في الستر في الدنيا وأن يميتك على الإسلام . وتوفي C سنة اثنتين وخمسمائة .
عبد الله بن يحيى التجيبي من أهل اقليش يكنى : أبا محمد . ويعرف بابن الوحشي .
أخذ بطليطلة عن أبي عبد الله المغامي المقرىء القراءآت . وسمع بها أيضا من أبي بكر محمد بن جماهر وأبي بكر خازم بن محمد وغيرهم .
وكان : من أهل المعرفة والنبل والذكاء . وله كتاب حسن في شرح الشهاب يدل على احتفال في معرفته واختصر كتاب مشكل القرآن لابن فورك إلى غير ذلك من مجموعاته . وتولى أحكام بلده إقليش في آخر عمره وأقام به مدة يسيرة . وتوفي به سنة اثنتين وخمسمائة .
عبد الله بن محمد بن دري التجيبي المعروف : بالركلي من أهل ركلة عمل سرقسطة سكن شاطبة . يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي الوليد الباجي وأبي مروان بن حيان وأبي زيد عبد الرحمن ابن سهل بن محمد وغيرهم . وكان : من أهل الأدب قديم الطلب سمع منه أصحابنا ووثقوه وتوفي : سنة ثلاث عشرة وخمسمائة .
عبد الله بن مالك الأصبحي : من أهل بطليوس يكنى : أبا محمد .
روى عن أبي بكر محمد بن موسى بن الغراب وأبي محمد عبد الله بن عمر ابن الخراز وغيرهما