روى بقرطبة عن جلة من العلماء . ذكره ابن خزرج وقال : كتبت عنه حكايات كثيرة مع ابنه الليث صاحبنا ومولده سنة خمس وخمسين وثلاث مائة .
أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس بن أبي عمرو : من أهل مرشانة سكن قرطبة يكنى : أبا عمرو .
روى عن أبيه وعمه وعن أبي محمد الباجي وغيرهم . ورحل إلى المشرق وحج سنة خمس وتسعين وثلاث مائة . وجاور بمكة أعواما وأخذ بها عن أبي القاسم عبيد الله ابن محمد السقطي وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم وأخذ عن أبي سعد الواعظ كتاب شرف المصطفى A من تأليفه وكان : قد أجاز له أبو بكر الآجري وكتب إليه بالاجازة سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة من مكة ولقي أيضا أبا العباس الكرجي وأبا بكر إسماعيل بن عزرة وغيرهم .
حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه وأبو عمر بن عبد البر وأبو مروان الطبني وأبو عبد الله محمد بن فرج وأبو عبد الله الخولاني وقال : كان رجلا صالحا فاضلا قديم الخير على سنة واستقامة بقية علم وبيته فهم وصلاح رحمهم الله .
وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال : كان من أهل العلم والفضل والبصر بالعقود وعللها . قال : وتوفي بقرطبة سنة ثلاثين وأربع مائة . وكذلك قال الطبني وزاد في جمادى الآخرة . قال ابن خزرج وهو ابن خمس وسبعين سنة .
أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني : من أهل قرطبة يكنى : أبا عمر .
روى عن أبيه قاسم بن محمد عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه . ذكره الحميدي وقال فيه : محدث من أهل بيت حديث : أنشدني أبو محمد بن حزم قال : أنشدني أبو عمرو البياتي : .
إذا القرشي لم يشبه قريشا ... بفعلهم الذي بذ الفعالا .
فتيس من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا .
حدث عنه الطبني وقال : توفي سنة ثلاثين وأربع مائة . زاد ابن حيان : في صدر رجب وقال : كان عفيفا طاهرا شديد الانقباض وكان قد تعطل قبل موته بمدة بعلة فالج لحقته .
أحمد بن محمد بن خالد بن أحمد بن مهدي الكلاعي المقرىء : من أهل قرطبة يكنى : أبا عمر .
روى عن أبي المطرف القنازعي والقاضي يونس بن عبد الله وأبي محمد بن بنوش ومكي بن أبي طالب المقرىء وأكثر عنه واختص به وأبي علي الحداد وأبي عبد الله ابن عابد وأبي القاسم الخزرجي وأبي المطرف بن جرج وأبي محمد بن الشقاق وابن نبات وغيرهم .
وعني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته ونقله . وقد نقلت في كتابي هذا من كلامه على شيوخه الذين لقيهم ما أوردته عنه ونقلته من خطه وكان مقرئا فاضلا ورعا عالما بالقراءات ووجوهها ضابطا لها . وألف كتبا كثيرة في معناها . وقرأت عليه كتاب : تسمية رجاله بخط بعض أصحابه .
توفي أبو عمر بن مهدي C يوم السبت وقت الزوال لعشر خلون لذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة . ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة وصلى عليه مكي المقرىء ومولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة في أيام المظفر عبد الملك ابن أبي عامر C .
قال لي ابن عتاب : كان إمام مسجد الإسكندراني .
أحمد بن أيوب بن أبي الربيع الإلبيري الواعظ : من أهل إلبيرة سكن قرطبة يكنى : أبا العباس .
روى ببلده عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره . وسمع أيضا : من أبي أيوب سليمان بن بطال البطليموسي كتاب : الدليل إلى طاعة الجليل من تأليفه . وكتاب : أدب المهموم من تأليفه أيضا . وسمع أيضا من أبي سعيد الجعفري وسلمة بن سعيد الاستجي ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الحسن القابسي بالقيروان وأحمد بن نصر الداودي وغيرهما .
وكان رجلا فاضلا واعظا سنيا ورعا أديبا شاعرا وكان له مجلس بالمسجد الجامع بقرطبة يعظ الناس فيه في غاية الحفل وكان الناس يبكرون إليه ويزدحمون عليه ونفع الله المسلمين به .
قال ابن حيان : توفي فجأة لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة . ودفن بالربض وكان في جنازته حفل عظيم لم يعهد مثله وحزن الناس لفقده حزنا شديدا وواظبوا قبره أياما تباعا يلوذون به ويتبركون به عفى الله عنه . قال ابن خزرج ومولده في حدود سنة ستين وثلاث مائة .
أحمد بن سعيد بن دينال الأموي : من أهل قرطبة يكنى : أبا القاسم