حدث عنه بجميع ذلك أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ وقال : قدم علينا من طليطلة مجاهدا . وحدث عنه أيضا أبو حفص الزهراوي وذكر أنه وأجاز له وامتحن في العصبية مع محمد بن أبي عامر وأخرجه عن قرطبة ؛ ثم عاد إليها . وكانت العامة تعظمه قتلته البربر يوم دخولهم قرطبة وقد كان استقبلهم شاهرا سيفه يناديهم : إلي . إلي يا حطب النار . طوبى لي إن كنت من قتلاكم . حتى قتلوه C يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربع مائة . ذكر وفاته ابن حيان .
محمد بن قاسم بن محمد الأموي . من أهل قرطبة ؛ يعرف بالجالطي . وجالطة قرية من إقليم أؤلية من قنبانية قرطبة منها أصله ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى عن أبي عبيد الجبيري وعن أبي عبد الله الرباحي وأبي بكر الزبيدي وأبي بكر بن الأحمر القرشي وغيرهم . ورحل إلى المشرق وحج سنة سبعين وثلاث مائة . وأخذ هنالك عن جماعة من العلماء وأخذ بالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد وأبي الحسن القابسي . وأخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد كتاب رد الزبيدي على ابن مسرة . حدثه به عن واضعه أبي بكر الزبيدي .
وكان : من أهل العلم والأدب والدراية والرواية والحفظ والمعرفة إلى الدين والصلاح والأخلاق الجميلة . وكان حافظا للفقه ذاكرا للأخبار والشواهد بصيرا بالعقود والوثائق . وكان حليما أديبا ظريفا جميل المشاركة لإخوانه حسن الأخلاق سمحا قضاء للحوائج . وولي الشورى مع أبي بكر التجيبي ولاهما معا أبو المطرف ابن فطيس القاضي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة . وتقلد الصلاة بالمسجد الجامع بالزهراء فكان آخر خطيب قام على منبره . وتقلد أيضا أحكام الشرطة للخليفة هشام بن الحكم فكان محمودا في حكومته ؛ ثم ختم الله له آخر ذلك كله بالسعادة فقتلته البرابرة يوم تغلبهم على قرطبة جوف بيته مدافعا عن أهله وولده . وذلك يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربع ومائة وكان مولده في صفر سنة ست وثلاثين وثلاث مائة . ذكره ابن مفرج وحدث عنه أبو عمر بن عبد البر .
وذكره الخولاني وقال : عني بالعلم وشهر بالفهم وكان نظارا معدودا في الحذاق قتله البربر عند دخولهم قرطبة في صدر شوال سنة ثلاث وأربع مائة . فمات شهيدا ووافقته إذ دخلت الربض منصرفا من حومتنا وقد ساقه ابن يعيش إلى المقبرة في فرد باب ودعاني ونبهني عليه فصرت معه إلى قبره وواريته فيه على غرر وتخوف لمنع الناس من مواراتهم ودفنهم حينئذ وفعلت به ما يفعل بالشهداء ودفنته في ثيابه المختصرة دون غسل ولا صلاة عليه نفعنا الله وإياه .
محمد بن يبقى بن يوسف بن أرمليوث العبدري الصيدلاني . من أهل بجانة وأصله من طليطلة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي بكر بن أبي الموت وغيره . وأسرته الروم وسكن بعد ذلك المرية . وسمع منه بها أبو بكر بن أبيض سنة اثنتين وأربع مائة .
محمد بن إبراهيم بن أبي عمرو المعافري . من أهل طليطلة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
روى ببلده عن ابن عيشون وغيره . وله رحلة سمع فيها من أبي قتيبة سلم بن الفضل ومن أبي بكر محمد بن أحمد بن خروف وغيرهما . سمع الناس منه وتوفي في نحو الأربع مائة .
محمد بن ميسور : مولى عبد الله بن محمد الزجالي يعرف : بالنحاس . من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
سمع بقرطبة من وهب بن مسرة وابن أبي العطاف وغيرهما . وله رحلة إلى المشرق سمع فيها من الجمحي وغيره . حدث عنه الخولاني وقاسم بن إبراهيم الخزرجي وقال : توفي سنة أربع وأربع مائة . وقال : أخبرني أن مولده في شهر رمضان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة .
محمد بن زكرياء الزهري المعروف : بابن الإفليلي : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا عبد الله .
سمع : من قاسم بن أصبغ وقاسم بن سعدان وأبي عيسى الليثي وأبي بكر بن الأحمر وغيرهم . سمع منه ابنه أبو القاسم . وأبو عمر بن عبد البر .
محمد بن عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن إسماعيل ابن سعيد الأسدي : من أهل قرطبة ؛ يكنى : أبا جعفر