ودفن بمقبرة الربض عن سن عالية ست وثمانين سنة مكملة . ذكره بن حيان .
قاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد بن يوسف بن يزيد بن معاوية بن إبراهيم بن أغلب بن عبادة بن سعيد بن حارث بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي يعرف : بابن الصابوني من أهل قرطبة . سكن إشبيلية ؛ يكنى : أبا محمد .
روى بقرطبة عن أبي القاسم أحمد بن فتح الرسان وأبي عثمان سعيد بن سلمة ومخلد بن عبد الرحمن والقاضي يونس بن عبد الله وأبي عمر الطلمنكي وابن الجسور وأبي عمر بن عبيد وأبي العباس الباغاني وغيرهم كثير .
قال ابن خزرج : كان من أهل العلم بالقراءات وذا حظ وافر من الفقه والأدب متقدما في فهمه حسن الخط والأدوات ثقة صدوقا . وتوفي بمدينة لبلة وهو حاكمها وخطيبها في عقب شعبان سنة ست وأربعين وأربع مائة . ومولده في رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة .
وذكره الخولاني وقال : كان من أهل القرآن والعلم والطلب للحديث مع الفهم والتقدم في ذلك والعناية بهذا الفن قديما وحديثا حسن الخط والأدوات يشبه النقاد وله تواليف حسان في الزهد منها : كتاب الخمول والتواضع : وكتاب اختيار الجليس والصاحب ؛ وفضل العلم وفضل الآذان وفضائل عاشوراء وكتاب المناولة والإجازة في نقل الحديث إلى غير ذلك من تواليفه .
قاسم بن محمد بن هشام الرعيني المعروف بابن الماموني : من أهل المرية يكنى : أبا محمد .
روى بمصر عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد وعبد الوهاب بن أحمد بن الحسن ابن منير . وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد . حدث عنه ابنه حجاج بن قاسم وأبو مروان الطبني وأبو مطرف الشعبي وغيرهم .
قال ابن مدير : وتوفي في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة وقد نيف على السبعين C . وكتب إلى القاضي بن عياض يذكر أن أصل قاسم هذا من سبتة وبها ولد فيجب ذكره في الغرباء .
القاسم بن الفتح بن محمد بن يوسف : من أهل مدينة الفرج يكنى : أبا محمد ويعرف : بابن الريوالي .
روى عن أبيه وأبي عمر الطلمنكي وأبي محمد الشنتجيالي . ورحل إلى المشرق وأدى الفريضة وروى عن أبي عمران القابسي وغيره وكان عالما بالحديث ضابطا له عارفا باختلاف الأئمة عالما بكتاب الله تعالى عالما بالقراءات السبع متكلما في أنواع العلم لم يكن يرى التقليد بل كان مختارا . وله رسائل كثيرة وتواليفه حسنة . وشرع في جمع الحديث في كتاب سماه الاستيعاب فقطع عن إتمامه منيته . وكان شاعرا أديبا متقدما في المعارف كلها صادقا دينا ورعا متقللا من الدنيا وله روايات مشهورة عن أبيه وغيره وهو القائل : .
يا طالبا للعلا مهلا ... ما سهمك اليوم بالمعلى .
كم أمل دونه احترام ... وكم عزيز أذيق ذلا .
أبعد خمسين قد تولت ... تطلب ما قد نأى وولى .
في الشيب إما نظرت وعظ ... قد كان بعضا فصار كلا .
نادى حسامي عليك ماض ... لم يحدث الدهر فيه فلا .
فاعقل فتحت للمشيب سرا ... جل له الخطب ثم جلا .
وقال أبو القاسم بن صاعد : كان أبو محمد القاسم بن الفتح واحد الناس في وقته في العلم والعمل سالكا سبيل السلف في الورع والصدق والبعد عن الهزل متقدما في علم اللسان والقرآن وأصول الفقه وفروعه ذا حظ جليل من البلاغة ونصيب صالح من قرض الشعر وتوفي C على ذلك جميل المذهب سديد الطريقة عديم النظير .
وقال الحميدي : أبو محمد الريوالي فقيه مشهور عالم زاهد يتفقه بالحديث ويتكلم على معانيه وله أشعار كثيرة في الزهد وغيرها . ومنها ما أنشدنيه غير واحد عنه : .
ألا أيها العائب المعتدي ... ومن لم يزل في العمى يزدد .
مساعيك يكتبها الحافظان ... فبيض كتابك أو سود .
وله : .
يا معجبا بعلائه وغنائه ... ومطولا في الدهر حبل رجائه .
كم ضاحك أكفانه منشورة ... ومؤمل والموت من تلقائه .
وله : .
أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب .
ثم الشهيد عليك منك ... فأين أين المهرب