أنا الشريك فطب نفساً بما رزقت ... تطب حياتك واذكر سالف الأمم .
قلت : وأنا أستطرد من هذه الأبيات إلى ذكر مؤدب لي لم يحمد والدي C يده على تلامذته فقال يشكو ما نقم عليه من غفلته ويهجوه على سوء معاملته : .
ألا قل للمؤدب حين يخلو ... عرتني من تغافلك السآمة .
فإن لم تدر للتخريج نهجاً ... ألم تدر الخروج على السلامة .
وكتب الأديب أبو جعفر إلى الأديب يعقوب أيضاً : .
أقول لمن يتوق إلى المعالي ... ويتعب دائماً فيها ويجهد .
تؤمل أن تفوز بكل فضل ... كأنك صرت يعقوب بن أحمد .
كريم طاب عنصره فأضحت ... أحاديث العلاء إليه تسند .
وبي ظمأ إلى لقياه برح ... فهل لي أن أفوز به وأسعد .
وقد أحببت أن أصف اشتياقي ... بنظم رائق حسن مسدد .
فلج الطبع وانسد المعاني ... لما في الصدر من غصص تردد .
عذيري من زمان ليس يجدي ... على حر بعيش غير أنكد .
وله : .
قد كنت أحسب أن هجوك منكر ... وجفاء مثلك في الكرام عقوق .
حتى بلوت ذميم فعلك مرة ... فعلمت أنك بالهجاء خليق .
أبو الفضل البديل البيهقي .
مدح شرف السادة بقصيدة منها : .
سبط الذي شرع الشرائع للورى ... وأقام للدين القويم منارا .
شبل النبي محمد وسليله ... لولاه لانقلب الأنام حيارى .
فهو الكريم إذا اعتفاه سائل ... أجرت يداه على البلاد نضارا .
وهو الهمام إذا تبسم ضاحكاً ... عاد الظلام المدلهم نهارا .
السيد العالم أبو الحسن محمد .
بن علي السويري الظفري .
كريم طرفاه تنوس على العلم والشرف ذؤابتاه . جمعني وإياه مجلس الأجل العالم شرف السادة C فعانيت شخص الفضل وصورة الظرف وحصلت لي بمشاهدته قوة الطرف . فمما اجتنبت من ثمرات خواطره قوله : .
لا تأمن النفثة من شاعر ... ما دام حياً عاقلاً ناطقا .
فإن من يمدحكم كاذباً ... يحسن أن يهجوكم صادقا .
وقوله في الافتخار وحق له : .
لا خير إلا في قريش أولها ... أو معها أو يعتزي إليها .
وخيرهم جدي خير من مشى ... فوق البسيط أو سعى عليها .
نحن البدور إن تجلت والسهى ... يقصر عن أن يجتلي لديها .
أحمد بن محمد بن عميرة الجشمي .
أوحد ناحيته وباقعة بقعته لطيف نفث السحر خفيف روح الشعر . أنشدني له السيد أبو السويري الظفري أبياتاً عملها في ذم الوزير أبي القاسم الجويني : .
بخل الوزير بزيته وبخله ... فهو البخيل بخله وبزيته .
من لا يجود بمائة في نهره ... أنى يجود بخبزه من بيته .
يا لعنة الرحمن جل جلاله ... حلي به وبحيه وبميته .
ورأيت في ديوان العميد القهستاني كتاباً من إنشاء أحمد بن محمد بن عميرة هذا إليه مختوماً بقصيدة دالية . وقد كتب العميد أبو بكر تحت كل فصل منه فصلاً وتحت كل بيت بيتاً . ومن أبياته فيها قوله : .
يا أحمد بن محمد بن عميرة ال ... جشمي ما جشمتني اسناده .
الحسين بن أحمد بن الحسين الداريج .
من ثناء بيهق ودهاقينها ومن شماماتها ورياحينها . وهو على الحقيقة طراز كمها وغرة جبينها . ينطق بلساني العرب والعجم وتتطاير عن قلمه النوادر كما تطاير عن مرضاخه العجم . وله من الرباعيات الفارسية الغزلية ما ينتقل به على المشروب وتستمال أهواء القلوب . أنشدني له بعض أهل ناحيته : .
لحاكم الديوند دهقانكم ... خفة برغوث وطيش للفراش .
ما لعلي فيه من نسبة ... تؤويه إلا أنه للفراش .
يناطح الأير بوجعائه ... إذا رأى المختط صعب الهراش .
والأير إذ يخرج من دبره ... كأنه آكل قرع بماش .
الشيخ محمد بن سعيد بن أبي عبد الله