وعرست في منزل داثر ... فألفيت وجدي لم يدثر .
وذكرني رسمه غدره ... فحنّ الفؤاد ولم يغدر .
فظلمة عيشي وتنكيده ... لبعدي عن القمر الأزهر .
وشقرة دمعي وتوريده ... لوجدي على الشعر الأشقر .
وقد يحلك المسك لكنه ... تورد من خده الأحمر .
ومن خمرياته التي ترتاح لها كؤوس الشراب فتبسم عن ثغور الحباب قوله : .
دعوت نديمي للغبوق فكبرا ... وقام بنظم الشمل فيه وشمرا .
وأنبت من زهر الأحبة روضةً ... وأجرى من الراح السبيئة كوثرا .
وأنحى على سود تبطحن بيننا ... فطل دم منها أريق وأهدرا .
وأذكى لنفي الليل ناراً وقهوة ... وأغرى بطرد الهم ناياً ومزهرا .
وأقعد عن يمناي شمساً منيرةً ... وأوقد من يسراي شمعاً منورا .
فأطلع من كفي رطلين أشبها ... شهابين لاحا للعيون فغورا .
شراباً ذكا قبل البزال وميضه ... فأطربنا قبل المذاق وأسكرا .
وأنشأ يغنيني بشعري وشعره ... ويودع في الأسماع أرياً وجوهرا .
فبتنا بليل صاب مزن سروره ... فأورق غصن اللهو فيه فأثمرا .
وأشرق من لألائه الجو فاستحى ... سنا الصبح فيه أن ينير ويسفرا .
فكم قد لثمنا فيه من وجه غادة ... كسوناه من نسج الفواقع معجرا .
وكم قد تنقلنا بثغر مفلج ... أهب لنا مسكاً وأطعم سكرا ! .
فيا ليلة طالت وطابت وعهدنا ... بأمثالها من رجعة الطرف قصرا .
ومن كان مثل الشاركي شريكه ... على اللهو طال الذيل منه فجررا .
نعمت بخوارزم فكأنني ... بقطربلٍ في مسرجي أو بعكبرا .
وعلى ذكر الشاركي فقد أنشدني السيد العالم Bه لنفسه قصيدة له ألفية تنخرط في سلك الخمريات ما رأيت ولا رويت أبدع منها ولا أبرع : .
أرى الشاركي شريك الزمان ... شديد الصدود كثير الجفاء .
قصير الندام سريع الفطام ... زهيد السلام عزيز اللقاء .
يواصلنا ليلةً فردة ... ويهجر عشر الفرط اجتواء .
فإلمامه فلتة المبدعين ... وإغبابه فترة الأنبياء .
كأن لم ير الفضل ملء الإهاب ... لدينا ولا الأنس ملء الرداء .
ولم ير للطارق المستضي ... ف رحب الفناء ورعب الإناء .
أتنسى ليالينا الزاهرات ... وأرحلنا المزهرات الفناء .
ليالي الشتاء وأوفى الزمان ... بأنس الكرام ليالي الشتاء .
وليلة أنس أضاءت لنا ... جلابيبه مثل رأد الضحاء .
وردنا بها العيش عذب المذاق ... وزرنا بها اللهو طلق الرواء .
صفت عن قذى فوجدنا الزما ... ن أقبل فيها بوجه الصفاء .
فبتنا نمزق برد النفاق ... علينا ونلقي رداء الرياء .
وندفع عنا عسوف الشتاء ... بنار الصلاء ونار الطلاء .
ونجلب فيه نسيم الربيع ... بنشر الشمول ونشر الكباء .
ونركز ما بيننا ذبلاً ... تنضض لا للوغى واللقاء .
قناً تقتنى لطعان الدجى ... ونفي الصدا عن متون الهواء .
وقد أينعت في حبير الحبور ... بروق المدام رعود الغناء .
ولجّ السقاة بهات وهاء ... وعجّ الحساة بهوي وهاء .
ودار علينا بأكوابها ... مزيل الظلام مديل الضياء .
غزال من الترك حشو القباء ... يدير الغزالة حشو الإناء .
يرقرق في الكأس أنس الحزين ... وعذر الخليع وغيظ المرائي .
وينظم بالمزج در الحباب ... وينظم في المزج در الحياء .
كؤوساً تدار على الانتخاب ... بغير اتساق وغير اقتفاء .
ملاء ولاء وما ساق بال ... هموم كمثل الملاء الولاء