هم نصروا والدين قل نصيره ... وآووا وقد كادت يد الدين تقضب .
وخاضوا غمار الموت في حومة الوغى ... فعاد نهاراً بالهدى وهو غيهب .
أولئك قومي حسبي الله مثنياً ... عليهم وآي الله تتلى وتكتب .
هذه اليتيمة أيدك الله ملحة الإحماض وتحكيم الألفاظ في بعض الأعراض لتسرح مقل الخواطر في مختلفات الأنواع ويتنوع الوارد على القلوب والأسماع وإلا فلا تقابل في الأدوات وإن وقع التماثل في الذوات وكالجمع في النورية بين السراج والشمس واشتمال الإنسانية على القلامة والنفس والتوادر الإدراكي بين كلي العقل وجزئي الحس وكالعناصر في افتقار الذوات إليها وإن تميزت الحرارة عليها وكالمشاركة الحيوانية في البضعة اللسانية واختصاص الناطقية بالذات الإنسانية فسيدنا ثمرالروض ونسيمه وسواه ثراه وهشيمه وزهره وأنداؤه وغيره شوكه وغثاؤه والبدر نوره وإشراقه وسواه هلاليه ومحاقه : اشتراك في الأشخاص وامتياز في الخواص ومشابهة في الأنواع والأجناس ومغايرة في العقول والحواس كالورد والشقيق والبهرمان والعقيق : تماثلا في الجواهر والأعراض وتغايرا في تمييز الأغراض . فسيدنا في كل جنس رئيسه ومن كل جوهر نفيسه وأما حسناء العبد على مذهبهم في تسميتهم القبيح بالحسن والحسن بالقبيح والضرير بالبصير والأخرس بالفصيح فما صدت ولا صدت عن كاسها ولا شذت في مذهب ولائها عن اطراد قياسها ولا زوت عن وجه جلالته وجه إيناسها ولا جهلت في العلوم الشرعية أنه ابن أنسها وفي المعاني الأدبية أبو نواسها ولا خفي عنها أن سيدنا مجرى اليمين وأنه في وجه السيادة إنسان المقلة وغرة الجبين والدرة في تاج الجلالة والشذرة في العقد الثمين وأنه الصدر الذي بارز العلم إلى صدره وتفترع عقائل المعالي من فكره وتأتم الهداة ببدره وتنتهي الهداية إلى سره وأنها في الإيمان بمحمديته لأم عمارة لا أم عمرو وأنه غاية فخارها ونهاية إيثارها وآية نهارها ومستوطن إفادتها بين شموس غاية فضائلها وأقمارها فكيف تصد وفيه كلية أعراضها ومنه علية جملتها وأبعاضها وفي محله قامت حقائق جواهرها وأعراضها لكنها توارت بالحجاب ولاذت بالاحتجاب وقرت بمجلس الكمال ليكمل ما بها من نقص كمال وكمال عيب وتجمع بين حقيقتي إيمان الشهادة والغيب وتعرض على الرأي التقوي سليمة الصدر نقية الجيب وأشهد أنها جاءت تمشي على استحياء وليست كبنت شعيب هذا ولم تشاهد وجه حسنائه ولا عاينت سكينة حسينه وهند أسمائه ولا قابلت نير فضله وبدر سمائه أقسم لقد كان يصرفها الوجل ويصدها الخجل عالمة أن البحر لا يساجل والشمس لا تماثل والسيف لا يخاشن والأسد لا تكعم والطود لا يزحم والسحاب لا يبارى والسيل لا يجارى وأنى يبلغ الفلك هامة المتطاول وأين الثريا من يد المتناول تلك معارف استولت على المعالي استيلاءها على المعالم وشهدت له الفضائل بالشهادة شهادة النبوة بسيادة قيس بن عاصم ولا خفاء بواضح هذا الصواب عند مقابلة البداية بالجواب أقتصر وللبيان في بحر فضائله سبح طويل وللسعي في غاياته معرّسٌ ومقيل وللمحامد ببثينة محاسنه صبابة جميل وإني وإن كنت كثير عزة ودها إلا أني في حلبة الفضل لست من فرسان ذلك الرعيل لا سيما وقد وردت مشرع ألفاظه التي راقت معانيها ورقت حواشيها فأدنت ثمرات الفضل من يد جانبها فجاءت كالنسيم العليل والشذا من نفحة الأصيل والمشرع البارد والظل الظليل : .
طبعٌ تدفق رقةً وسلاسةً ... كالماء عن متن الصفاء يسيل .
والمقلة الحسناء زان جفونها ... كحلٌ وأخرى زانها التكحيل .
والروضة الغناء يحسن عرفها ... وتزاد حسناً والنسيم عليل .
والخاطر التقويّ كمّل ذاته ... علماً وليس لكاملٍ تكميل .
والله تعالى يبقيه جامعاً للعلوم جمع الراحة بنانها رافعاً لها رفع القناة سنانها حافظاً لها حفظ العقائد أديانها والقلوب إيمانها : .
ليضحي نديماً للمعالي كأنه ... نديم صفاء مالكٌ وعقيل .
ويصبح ظلّ الفضل في فيء ظله ... على كنف الإسلام وهو ظليل .
وتنشأ أبناء العلوم وكلهم ... لحسنائه في العالمين جميل