والليل ملقى كالأسير الموثق ... نجومه وسط السماء ترتقي .
كلؤلؤ فوق زجاجٍ أزرق .
ومنه : .
يا رب أغيد ساجي الطرف ساحره ... أحوى سقتني عقار السحر عيناه .
كالورد وجنته والبدر طلعته ... والغصن قامته والمسك رياه .
ومنه : .
يا رب ليلٍ جبته ... ورداؤه لم يدرج .
تبدو نجوم سمائه ... مثل الذبال المسرج .
تحكي قلائد لؤلؤٍ ... نثرت على فيروزج .
وبدا المجرّ كجدولٍ ... في وسط روض بنفسج .
قلت : قول ابن حجاج أوقع وأكثر تشبيهاً وهو : .
هذي المجرة والنجوم كأنها ... نهرٌ تدفق في حديقة نرجس .
فإن النرجس أشبه بالنجوم من البنفسج .
؟ ؟ ابن أبي أصيبعة الطبيب .
أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي موفق الدين أبو العباس المعروف بابن أبي أصيبعة الطبيب الفاضل صنف " تاريخاً للأطباء " وجوده توفي بصرخد سنة ثمان وستين وست مائة وكان أديباً طبيباً شاعراً كان الرشيد ابن الصوري أهدى إليه تأليفاً يحتوي على فوائد ووصايا طبية فكتب إليه : .
لعلم رشيد الدين في كل مشهد ... منار علىً يأتمه كل مهتد .
حكيمٌ لديه المكرمات بأسرها ... توارثها عن سيدٍ بعد سيد .
حوى العلم عن آبائه وجدوده ... فذاك قديمٌ فيه غير مجدد .
تفرد في ذا العصر عن كل مشبهٍ ... بخير صفاتٍ حصرها لم يحدد .
أتتني وصاياه الحسان التي حوت ... نثير كلامٍ كل فضلٍ منضد .
فأهدى إلى قلبي السرور ولم يزل ... بإحسانه يسدي لمثلي من يد .
وجدت بها ما أرتجيه وإنني ... بها أبداً فيما أحاول مقتدي .
ولا غرو من علم الرشيد وفضله ... إذا كان بعد الله في العلم مرشدي .
؟ ابن السختكمالي .
أحمد بن قايماز بن عبد الله عرف بابن السختكمالي بالسين المهملة والخاء المعجمة الساكنة والتاء ثالثة الحروف والكاف والميم والألف واللام أنشد الحافظ العلامة أثير الدين أبو حيان للمذكور : .
ومسكي العوارض بات وردي ... لمى فيه ووردي من خدوده .
حباني بالرضى من بعد سخطٍ ... وأنصفني التواصل من صدوده .
وأنشدني المذكور أيضاً : .
نفثات سحرٍ في جفونك فعلها ... م .
أمضى وأفتك من شبا الأسياف .
فاستغن باللحظات عن بيض الظبى ... وعن الرماح السمر بالأعطاف .
؟ أبو شجاع ركن الدين التركي .
أحمد بن قرطائي الأمير ركن الدين أبو شجاع التركي الإربلي مولى السلطان مظفر الدين صاحب إربل ولد سنة ثمان وتسعين وحدث عن مسمار بن العويس وله شعر جيد . روى عنه الدمياطي وغيره وقدم رسولاً إلى دمشق من الديوان العزيز وكان أبوه من أمراء إربل وغضب عليه أستاذه وسجنه حتى مات فلما توفي مظفر الدين قدم أحمد وإخوته إلى حلب وخدم عند العزيز وتقدم هو وأخوه محمد عنده وتقدم ذكر أخيه في المحمدين . ولما توفي العزيز توجه أحمد إلى بغداذ وخدم بها وزادت حرمته ومات فجأةً سنة خمس وخمسين وست مائة .
ومن شعره... .
؟ البغداذي .
أحمد بن قره البغداذي أبو العباس من أبناء خراسان كان يتوكل للواثقي ومات أيام المعتضد . أنشد له المبرد في ياسين الحزان وكان يهواه : .
هجرٌ ولومٌ وتباريح ... من دون ذا تختلس الروح .
يا راقداً عن ليل ذي صبوة ... فؤاده بالهم مجروح .
نمت ومن يهواك في زفرةٍ ... يعتاده العواد مطروح .
بعضٌ يبكيه وبعضٌ له ... لديه تهليلٌ وتسبيح .
وبعضهم يقرأ ياسين والدمع ... على خديه مسفوح .
وليس يدري أن من ذكره ... ياسين تزداد التباريح .
وله أيضاً : .
بين ثيابي جسدٌ ناحل ... وفي فؤادي شغلٌ شاغل .
ولي جفونٌ نومها عازبٌ ... فماؤها منسكبٌ هاطل .
واستعذب العذال لومي معاً ... وكلهم عن صبوتي غافل .
فكلما أسلمني عاذلٌ ... قام لنصحي بعده عاذل