يلهي الرجال بمزمارٍ فإن سكروا ... ألهى النساء بمزمارٍ له ثان .
وقال : .
حكم الغناء تسمعٌ ومدام ... ما للغناء مع الحديث نظام .
لو أنني قاضٍ قضيت قضيةً ... إنّ الحديث مع الغناء حرام .
وزير المعتصم .
أحمد بن عمار بن شادي البصري وزير المعتصم كان موصوفاً بالعفة والصدق توفي في حدود الأربعين ومائتين تقريباً وقيل سنة ثمان وثلاثين وقد أناف على الخمسين . احتاج الفضل بن مروان أيام المأمون إلى أن يقف على ضياع أقطعها المعتصم فكاتب ابن عمار ف يالقيام بذلك فأرضى الفضل ووفر ما تولاه فاصطنعه وأقدمه وكان يصف عفته للمعتصم فلما نكب المعتصم الفضل ولى ابن عمار العرض عليه وسمي وزيراً ولم يكن ابن عمار يصلح للوزارة ولا لمخاطبة الملوك فلما كان في بعض الأيام ورد كتاب من الجبل يصف فيه استواء الغلات وكثرة الكلأ فقال المعتصم لابن عمار : ما الكلأ ؟ فلم يعرفه فدعا محمد بن عبد الملك الزيات فسأله فقال : ما رطب من الحشيش فهو كلأ فإذا جف ويبس فهو حشيش ويسمى أول ما ينبت الرطب والبقل فقال المعتصم لأحمد بن عمار : انظر أنت في الأمور والدواوين وهذا يعرض علي فعرض عليه أياماً ثم استوزره وولى ابن عمار ديوان الأزمة فاستعفى وقال : يا أمير المؤمنين نويت المجاورة بمكة سنة فوصله بعشرة آلاف دينار ودفع إليه عشرين ألف دينار وقال تصدق بها ولا تعط منها إلا هاشمياً أو قرشياً أو أنصارياً فقال : يا أمير المؤمنين ربما كان من غير هؤلاء من له تقدم في الزهد والعلم فدفع إليه خمسة آلاف دينار فحج ابن عمار وفرق كل ذلك في العشرة التي وصله بها ثم انصرف فكان يضرب بذلك المثل ويقال : ما رأينا مثل عام ابن عمار وكان أيام ووزارته يتصدق كل يوم بمائة دينار وكان يختم القرآن كل ثلاثة أيام وكان ابن عمار وجده شادي طحانين .
مجد الشرف الكوفي .
أحمد بن عمار بن أحمد بن عمار بن المسلم ينتهي إلى علي بن أبي طالب Bه أبو عبد الله العلوي الحسيني ويعرف بمجد الشرف من أهل الكوفة شاعر مجيد حسن المعاني قدم بغداذ ومدح المسترشد والوزير جلال الدين ابن صدقة وأدركه أجله ببغداذ سنة سبع وعشرين وخمس مائة وعمره اثنتان وخمسون سنة . من شعره يمدح الوزير جلال الدين ابن صدقة : .
خله ينض ليلة الإنضاء ... فعساه يشفي جواره الجواء .
فقد استنجدت حياه ربي نج ... دٍ وشامت بروقه شماء .
وثنت نحوه الثنية قلباً ... قلباً تستخفه الأهواء .
عاطفاتٍ إليه أعطافها شو ... قاً كما يلفت الطلى الإطلاء .
دمنٌ دام لي بها اللهو حيناً ... وصفا لي فيها الهوى والهواء .
وأسرت السراء فيها بقلبٍ ... أسرته من بعدها الضراء .
فسقت عهدها العهاد وروت ... منه تلك النوادي الأنداء .
وأربت على الربى من ثراها ... ثرةٌ للرياض منها ثراء .
يستجم الحمام منها إذا ما ... نزح المقلة البكيّ البكاء .
ناضرٌ كلما تعطفت الأع ... طاف منه تثنت الأثناء .
وإذا هزت الكعاب كعاب الخ ... ط سلت ظبي السيوف الظباء .
في رياضٍ راضت خلال جلال ... الدين أرواحهن والصهباء .
ثم إنه استمر على هذا الحكم في الجناس الحلو بهذا النفس إلى أن أكملها أحداً وستين بيتاً . ومن شعره : .
ولما غنينا بالأحاديث خلسةًأخذنا من الشكوى بكل زمام .
حديثٌ يضوع المسك منه كأنه ... رذاذ غمامٍ أو رحيق مدام .
أفاض من الأجفان كل ذخيرةٍ ... وفضّ من الأشواق كل ختام .
ومنه : .
وباكيةٍ أبكت فأبدت محاسناً ... أراقت فراقت أنفس الركب عن عمد .
حباباً على خمرٍ وليلاً على ضحى ... وغصناً على دعصٍ ودرّاً على ورد .
ومنه يصف الأتراك : .
وبغلمةٍ شوسٍ كأن عيونهم ... ما سربلوه من الدلاص المحكم .
ما قلدوا غير القسي تمائماً ... فكأنهم فيها مكان الأسهم .
خلقت مهودهم السروج فما اغتدوا ... بالدر إلا في لبان مطهم .
ومنه أيضاً :