انتهى ما أخبرني الشيخ أثير الدين قلت : لم أثبت هذه القطعة الأولى إلا من كونها شعر سلطان وإلا فليس مما ينتقي وإما البيتان الكافيان فإني نظمت جوابه مجاراة كأني حاضره وفي وزنه ورويه وهو : .
متى لاق بالعشاق عز وسطوة ... كأنك من ذل المحبة في شك .
تلق الهوى مع ما ملكت بذلة ... لتنظم مع أهل المحبة في سلك .
بويع السلطان أبو عبد الله بعد أبيه سنة إحدى وسبعين فتملك ثمانية أعوام ثم توثب عليه أخوه أبو الجيوش نصر وظفر به فخلعه وسجنه مدة ثم جهزه إلى بلده شلوبينيه فحبسه بها إلى أن تحرك على نصر ابن أخته الغالب بالله وطلب نصر أخاه المخلوع إلى غرناطة فجعله عنده بالحمراء في بيت أخته ومرض أبو الجيوش نصر فأغمى عليه ثلاثة أيام فأحضر الكبراء أخاه ليملكوه فلما عوفى أبو الجيوش تعجب من مجيئه وأخبر فغرقه خوفاً من شهامته وكان خلعه سنة تسع وتسعين وسبع مائة ووفاته .
الشيخ محيي الدين الشاطبي المحدث المالكي .
محمد بن محمد بن ابراهيم ابن الحسن بن سراقة محيي الدين أبو بكر الأنصاري الأندلس الشاطبي مولده في شهر رجب سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة بشاطبة وتوفي سنة اثنتين وستين وست مائة بالقاهرة ودفن بسفح المقطم سمع الكثير وولي مشيخة دار الحديث البهائية بحلب ثم قدم الديار المصرية وولي مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة إلى حين وفاته وكان أحد الأئمة المشهورين بغزارة الفضل وكثرة العلم والجلالة والنبل واحد المشايخ المعروفين بطريق القوم وله في ذلك إشارات لطيفة مع ما جبل عليه من كرم الأخلاق واطراح التكليف ورقة الطبع ولين الجانب وله شعر منه : .
إلى كم أمنى النفس ما لا تناله ... فيذهب عمري والأماني لا تقضى .
وقد مر لي خمس وعشرون حجة ... ولم أرض فيها عيشتي فمتي أرضى .
وأعلم أني والثلاثون مدتي ... وخير مغاني اللهو أوسعها رفضاً .
فما ذا عسى في هذه الخمس ارتجى ... ووحدي إلى أوب من العشر قد أفضى .
ومنه أيضاً : .
وصاحب كالزلال يمحو ... صفاؤه الشك باليقين .
لم يخص إلا الجميل منى ... كأنه كاتب اليمين .
وهذا عكس قول أحمد المنازي : .
وصاحب خلته خليلاً ... وما جرى غدره ببالي .
لم يخص إلا القبيح منى ... كأنه كاتب الشمال .
وكان محيي الدين من أبناء القضاة حفظ القرآن العظيم وتفقه على مذهب مالك Bه ورحل إلى بغداد ولقي بها أبا حفص عمر بن مكرم الدينوري وأبا علي الحسن بن مبارك بن محمد الزبيدي وأبا الفضل ابن بكران وقدم إربل وقرأ على أبي الخير بدران التبريذي .
قاضي حلب القاضي شمس الدين الدمشقي .
محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي العلامة قاضي حلب وخطيبها ومفتيها شمس الدين أبو عبد الله ولي القضاء مدة طويلة تفقه بمصر على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام وبرع في المذهب وتصدر وخرج له الأصحاب وكان محمود الأحكام على ضييق خلقه كان يخالف قرا سنقر نايبها في أغراضه فعزل بالقاضي زين الدين ابن قاضي الخليل وتوفي سنة خمس وسبع مائة .
أبو زجاني الحاسب .
محمد بن محمد بن يحيى ابن اسماعيل بن العباس البوزجاني بالباء الموحدة والواو والزاي والجيم أبو الوفاء أحد الأئمة المشاهير في علم الهندسة والحساب وله فيهما استخراجات غربية لم يسبق إليها قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان C تعالى : كان شيخنا العلامة كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس C وهو القيم بهذا الفن يبالغ في وصف كتبه ويعتمد عليها في أكثر مطالعاته ويحتج بما يقوله وكان عنده من تواليفه عدة كتب وله في استخراج الوتار تصنيف جيد نافع ولد يوم الأربعاء مستهل شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاث مائة بمدينة بوزجان انتهى قلت : ومن تصانيفه في الحساب كتاب المنازل وهو مبسوط مرتب جيد إلى الغاية .
أبو النصر الطوس الزاهد .
محمد بن محمد بن يوسف