قد أخلف الوعد بدرٌ قد شغفت به ... من بعد ما قد وفى دهري بما وعدا .
إن كنت أنقض عهد الحب في خلدي ... من بعد هذا فلا عاينته أبدا .
وقال أيضاً : أنبأنا محمد بن سعيد المعدل ونقلته من خطه قال : سمعت أبا القاسم موهوب بن المبارك يقول : سمعت أبا محمد أحمد بن عبيد الله بن الحسين الآمدي يقول : كتب وزير المستظهر بالله إلى ملوك العجم عن الإمام لنفسه : .
قومٌ إذا أخذوا الأقلام عن غضبٍ ... ثم استمدوا بها ماء المنيات .
نالوا بها من أعاديهم وإن بعدوا ... ما لم ينالوا بحد المشرفيات .
وقال أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني : بلغني أن الإمام المستظهر بالله أنشد قبل موته بقليل وهو يبكي : .
يا كوكباً ما كان أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار .
ووقع إلى سيف الدولة صدقة بن منصور في جواب شفاعة : شفاعتك مقبولة وعراص آمالك بغيوث عنايتنا بك مطلولة .
وطلب من يؤم به في الصلوات ويلقن أولاده القرآن وقصد أن يكون من أرباب البيوت الصالحين والقراء المجودين وأن يكون مكفوف البصر فوقع الاختيار على حميه لأمه جد القاضي أبي الحسن المبارك بن الدواس المقرئ فوقع منه موقعاً حسناً . ولما صلى به أول ليلة التراويح قرأ في كل ركعة آية فلما سلم قال له : زدنا فلم يزل يزيده إلى أن صلى به في كل ركعة بجزء كامل . ولما كان أول ليلة جمعة أحضر له كاغذ طيب وعود ند وكافور وما أشبه ذلك وكاغذاً فيه ذهب ووضعه على مصلاه فلما فرغ وضع يده على ذلك فدفعهما بظاهر كفه وانصرف فلما وصل إلى المكان الذي أفرد له جاء إليه خادم بالكاغذين وقال : إن أمير المؤمنين استحسن منك ذلك وقال : صدق الرجل قال لكم ما أنا حمال ومنزلي تعرفونه إن أردتم تعطوني شيئاً فاحملوه إلى منزلي .
ووزر له أبو منصور محمد بن محمد بن جهير والقضاء أبو بكر بن المظفر الشامي قليلاً ومات وولي بعده أبو الحسن الدامغاني ووزر أبو المعالي سديد الدولة الأصبهاني ثم زعيم الرؤساء ثم مجد الدين أبو المعالي هبة الله بن المطلب ثم نظام الملك أبو منصور الحسين ابن أبي شجاع الوزير . ومات المستظهر بعلة المراقيا . ووقع بخطه على رأس قصة كتبها إليه أبو الهيجاء شبل الدولة مقاتل توقيعاً مسجوعاً هو مذكور في ترجمة مقاتل المذكور .
أبو نصر ابن الشاشي الشافعي .
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الشاشي أبو نصر بن أبي محمد بن الإمام أبي بكر صاحب المصنفات وقد تقدم ذكره في المحمدين قرأ أبو نصر الفقه على أبي الحسن بن الخل ولازمه حتى برع وولي التدريس بالنظامية . سمع شيئاً من الحديث من شيخه ابن الخل ومن أبي الوقت عبد الأول وحدث باليسير وكانت له معرفة بالفقه توفي سنة ست وسبعين وخمس مائة .
؟ ؟ ؟ الدستجردي .
أحمد بن عبد الله بن مرزوق أبو العباس الدستجردي من أصبهان سمع بها محمد بن محمد بن محمد المطرز والحسن بن أحمد الحداد وغانم بن محمد البرجي وغيرهم وقدم بغداذ سنة خمس عشرة وخمس مائة وتفقه على الحسن بن سلمان بالنظامية وسمع أحمد بن عبد الجبار الصيرفي وعلي بن محمد بن المهدي وهبة الله بن الحسين وغيرهم وسمع بشيراز عبد الرحيم الشرابي ثم قدم بغداذ سنة ست وثلاثين وخمس مائة وحدث بها . سمع منه أبو سعد بن السمعاني وحدث بدمشق وروى عنه الحافظ ابن عساكر ثم قدم بغداذ بعد الأربعين وخمس مائة وحدث بها وروى عند داود بن بوش وكان مولده سنة ست وثمانين .
؟ الوزير الأصبهاني .
أحمد بن عبد الله الأصبهاني أبو العباس الكاتب ولي الوزارة للإمام المقتفي سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة فأقام فيها واحداً وخمسين يوماً . قال هلال بن الصابئ : وكان في غاية الرقاعة وسقوط المروءة وتوفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة .
؟ القاضي أبو الحسن الخرقي .
أحمد بن عبد الله بن إسحاق أبو الحسن الخرقي تقلد القضاء بواسط ثم بمصر والمغرب وولي قضاء بغداذ وكان هو وأبوه وعمومته من التجار يشهدون على القضاة وكان المتقي لله يرعاه فلما أفضت إليه الخلافة أحب أن ينوه باسمه ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله فتعجب الناس لذلك لكن ظهرت منه كفاية وعفة ونزاهة وتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة .
؟ ابن أبي دجانة