أحمد بن عبد القوي بن عبد الله بن شداد كمال الدين بن برهان الربعي ناظر قوص ورئيسها سمع من أبي الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بدمشق ومن غيره وبمصر من الشيخ قطب الدين القسطلاني ومن غيره ومن عبد الوهاب ابن عساكر ومن ابن المليحي وغيرهم وبقوص من التقي صالح والشيخ تقي الدين القشيري وأجاز له جمع كبير بدمش ومصر والإسكندرية وبغداذ منهم الحافظ وجيه الدين منصور بن سليم الإسكندري وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أحمد المالكي وعبد الوهاب بن الحسن بن الفرات وخلائق كثير وكتب كثيراً وخرّج وقرأ وحدث سمع منه جماعة منهم تاج الدين عبد الغفار بن عبد الكافي السعدي والشرف النصيبي وغيرهما . وهو الذي بنى على الضريح النبوي شرفه الله تعالى القبة الموجودة وقصد خيراً وتحصيل ثواب فقال بعضهم : أساء الأدب بعلو النجارين ودقّ الحطب . وفي تلك السنة حصل بينه وبين بعض الولاة كلام فورد المرسوم بضرب كمال الدين فكان من يقول إنه أساء الأدب يرى أن هذا الضرب مجازاة له وصادره الشجاعي وخرب داره وأخذ رخامها للمنصورية . وكان يقع له عجائب فيظن بعضهم أن له رئيّاً من الجن يخبره بذلك توفي فجأة سنة ست وثمانين وست مائة . ومن شعره لما وصل المدينة النبوية شرفها الله تعالى : .
أنخ هذه والحمد لله يثرب ... فبشراك قد نلت الذي كنت تطلب .
فعفِّر بهذا التراب وجهك إنه ... أحقّ به من كلّ طيبٍ وأطيب .
وقبّل عراصاً حولها قد تشرّفت ... بمن جاورت والشيء للشيء يحبب .
وسكّن فؤاداً لم تزل باشتياقه ... إليها على جمر الغضا تتقلّب .
وكفكف دموعاً طالما قد سفحتها ... وبرّد جوىً نيرانه تتلهّب .
قال كمال الدين جعفر الإدفوي في " تاريخ الصعيد " حكى لي صاحبنا الشيخ محمد ابن نجم الدين حسن ابن السديد العجمي قال قال لي أبي : كنت في طريق عيذاب ومعنا شخص من المغاربة ففتشته فوجدت معه في دفاسه ذهباً فأخذته ولم يعرف به أحد ثم وصلت إلى قوص وتوجهت إلى الكمال فسلمت عليه فقال لي : ذاك الذهب الذي عدّته كذا الذي أخذته من المغربي أحضره وأنا أعوّضك فأحضرته إليه .
؟ ابن الخطيب الاسنائي .
أحمد بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن ضياء الدين ابن الخطيب الاسنائي اشتغل باسنا ثم بالقاهرة وأتى دمشق وقرأ بها على النووي وسمع الحديث ثم صحب الشيخ إبراهيم بن معضاد الجعبري واعتزل وأقام ببلده سنين منقطعاً متعبداً ملازماً للخير وتوجه إلى الحجاز فمرض بادفو وحمل إلى إسنا وتوفي بها سنة اثنتي عشرة وسبع مائة .
؟ منتجب الدين دفترخوان .
أحمد بن عبد الكريم بن أبي القاسم بن أبي الحسن دفتر خوان منتجب الدين أبو العباس قال شهاب الدين القوصي في معجمه ومن خطه نقلت : أنشدني لنفسه لما غضب عليه السلطان الملك العادل : .
أضعت وجوه الرأي حتى كأنني ... على خبرها ما إن عرفت لها وجها .
فلا لوم لي إلا لروحي وإن غدت ... بما حملته من مصيبتها ولهى .
ذهبت بنفسي بعد حزمٍ ويقظةٍ ... وما كنت لولاها من الناس من يدهى .
وقال أنشدني لنفسه : .
أضحت دمشق جنةً جنابها ... روضٌ عليه للحيا تبسم .
أودع في أقطارها القطر سنا ... محاسنٍ على الدنا تقسّم .
فسهلها مفضّضٌ مذهّبٌ ... وحزنها مدنّرٌ مدرهم .
وجوُها معنبرٌ ودوحها ... حالٍ رداء الحسن منه معلم .
يمسي السحاب في ذراها باكياً ... ويصبح النبت بها يبتسم .
وقال أيضاً أنشدني لنفسه : .
يا هاتف البان ما أبكتك مؤلمةٌ ... وفي توجعك الألحان والنغم .
إليك فالحزن بي لا ما سررت به ... شتان باكٍ من البلوى ومبتسم .
تهوى الغصون وأهواها فيجمعنا ... حبّ القدود وفي الأحزان نقتسم .
وقال أيضاً : أنشدني لنفسه وكتب بها إلى العادل : .
انظر إليّ بعين جودك نظرةً ... فلعلّ محروم المطالب يرزق .
طير الرجاء إلى علاك محلّقٌ ... وأظنّه سيعود وهو مخلّق