ابن محمد بن صابر بن مندار الحافظ المتقن ضياء الدين أبو جعفر القيسي الأندلس المالقي ولد بمالقة سنة خمس وعشرين وست مائة وسمع الكثير ببلاد المغرب وحج وسمع بمصر وقدم دمشق وسمع من أصحاب يحيى الثقفي وكتب الكثير بخطه وكان سريع الكتابة والقراءة كثير الفوائد ديناً فاضلاً جيد المشاركة في العلوم كتب عنه الشريف عز الدين وأفاد الطلبة ومات شاباً في القاهرة سنة اثنتين وستين وست مائة .
زين الدين الكوفني المحدث .
محمد بن محمد بن أبي بكر المحدث المفيد زين الدين أبو الفتح الأبيوردي الكوفني الصوفي الشافعي ولد سنة ست مائة أو سنة إحدى وقدم دمشق وسمع من كريمة والضياء المقدسي وجماعة وبمصر من أصحاب السلفي وابن عساكر ومن أصحاب البوصيري والخشوعي وكتب الكثير وحصل جملة صالحة وكلف بالحديث وحرص وبالغ في الإكثار وخرج المعجم وروى اليسير ولم يعمر ولا أفاق من الطلب وأدركته المنية وطلب وهو ابن أربعين ووقف كتبه واجزاءه وروى عنه الدمياطي وله شعر يسير وكوفن بلدة قريبة من أبيورد .
بدر الدين الواعظ النيسابوري .
محمد بن محمد بن أبي سعد ابن أحمد العالم الواعظ بدر الدين أبو حفص الكرماني الأصل النيسابوري التاجر ولد بشاذياخ نيسابور في تاسع المحرم سنة سبعين كان يمكنه أن يسمع من ابن الفراوي وطبقته وإنما سمع في الكهولة من ابن الصفار القسم بن عبد الله وحدث بدمشق ومصر وعمر دهراً طويلاً وحفظ مقامات الحريري قال الشيخ شمس الدين الذهبي : ولا نعلم أحداً روى بعده بالسماع عن ابن الصفار روى عنه الدمياطي وأمام الحنابلة وابن الخباز وابن الزراد وقارب المائة وتوفي سنة ست وستين وست مائة .
عماد الدين ابن الشيرازي الكاتب .
محمد بن محمد بن هبة الله ابن محمد بن هبة الله بن مميل الصدر الكبير عماد الدين أبو الفضل ابن القاضي شمس الدين ابن الشيرازي الدمشقي صاحب الخط المنسوب سمع أباه وابن ملاعب وابن الحرستاني وروى عنه الخباز وابن العطار والشيخ جمال الدين المزي والشيخ علم الدين البرزالي وطايفة وكان رئيساً محتشماً متمولاً مليح الشكل متواضعاً وقوراً وافر الحرمة كتب على الولي الكاتب وانتهى إليه التقدم في براعة الخط لا سيما في المحقق والنسخ ارتحل غير مرة للتجارة فسمع ولده المعمر أبا نصر من أصحاب السلفى واتفق أنه قبل موته بأربعة أيام شهد عند ابن الصايغ في العادلية وهو طيب وركب وخرج فتغير عند باب الجابية وأصابه فالج فركب الغلام خلفه وأمسكه إلى البستان واستمر به المرض إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين ودفن بسفح قاسيون وحكى لي أنه بلغه أن ربعة في بغداد بخط ابن البواب كتبها بخفيف المحقق فاستعمل من ورق الطير جملة وأخذه معه وتوجه إلى بغداد وأخذ تلك الربعة جزءاً فجزءاً وكان يضع ورق الطير على خطب ابن البواب فيشف عما تحته ويجلي الكتابة له فيكتب عليها لا يخل بذرة منها وقد رأيت أنا من هذه الربعة التي كتبها عماد الدين جزءاً وما في الورقة مكتوب إلا وجهة واحدة فكنت أتعجب لذلك فلما سمعت هذه الواقعة علمت السبب في ذلك والله أعلم وحكي أيضاً أنه توجه إلى الديار المصرية واتفق أنه ركب ف يالنيل مع الصاحب تاج الدين ابن حنا فكان معه جماعة من أصحابه المختصين به وكان يهم شخص يعرف بابن الفقاعي ممن له عناية بالكتابة فسأل الصاحب بهاء الدين وقال يا مولانا عندي لمولانا الصاحب وهؤلاء الجماعة يوم كامل الدعوة ومولانا يدع المولى عماد الدين يفيدني قطة القلم فقال الصاحب والله ما في ذا شيء مولانا يتفضل عليه بذلك فأطرق عماد الدين مغضباً ثم رفع رأسه وقال أو خير لك من ذلك قال وما هو قال أحمل إليك ربعة بخطى وتعفيني من هذا فقال الصاحب لا والله الربعة بخط مولانا تساوي ألفي درهم وأنا ما آكل من هذه الضيافة شيئاً يساوي عشرة دراهم أو كما قيل وكان قد طلب إلى الديار المصرية ورتب ناظراً على الأملاك الظاهرية والتعلقات المختصة بالملك السعيد ابن الظاهر وذلك في أواخر الدولة الظاهرية بعد وفاة الرئيس مؤيد الدين أسعد ابن القلانسي وكان والده القاضي شمس الدين أبو نصر من كبار العلماء العارفين بالمذهب وولي نيابة الحكم بدمشق مدة زمانية .
الحافظ شمس الدين ابن جعوان .
محمد بن محمد بن عابس