أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدة المعمر المسند بدر الدين أبو المعالي الشيباني الصالحي العطار ثم الخياط ولد سنة سبع وتسعين ثم وجدت مولده بخط والده في سنة ثمان وتسعين وسمع من حنبل جميع المسند ومن ابن طبرزد فأكثر من الكندي وابن الحرستاني وجماعة وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني وأبو الفخر أسعد بن سعيد والمفتي خلف بن أحمد الفراء وداود بن محمد بن ماشاذة وزاهر بن أبي طاهر وعبد الرحيم ابن محمد بن حمويه راوي معجم الطبراني الكبير حضوراً عن أبي نهشل العنبري وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني وأبو زرعة عبيد الله بن اللفتواني وعفيفة الفارقانية وطائفة سواهم روى عنه الشيخ شرف الدين الدمياطي وتقي الدين ابن الحنبلي القاضي C من القدماء وابن الخباز وابن تيمية والمزي والبرزالي وابن المهندس وخلق وكان شيخاً حسناً متواضعاً منقاداً توفي سنة خمس وثمانين وست مائة .
؟ أبو جعفر القيسي .
أحمد بن صابر القيسي أبو جعفر أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال : كان المذكور رفيقاً للأستاذ أبي جعفر ابن الزبير شيخنا وكان كاتباً مترسلاً ساعداً شاعراً حسن الخط على مذهب أهل الظاهر وذكر أنه كان كاتباً للأمير أبي سعيد لفرج بن السلطان الغالب بالله بن الأحمر ملك الأندلس خرج أبو جعفر من الأندلس وسبب خروجه منها أنه كان يرفع يديه في الصلاة على ما صح في الحديث فبلغ ذلك السلطان أبا عبد الله فتوعده بقطع يديه فضج من ذلك وقال : إن إقليماً يمات فيه سنة رسول الله A حتى يتوعد بقطع اليد ممن يقيمها لجدير أن يرحل منه فخرج وقدم ديار مصر وسمع بها الحديث وكان فاضلاً نبيلاً وأنشدني أبو إسحاق إبراهيم النحوي المالقي قال : أنشدنا أبو جعفر ابن صابر لنفسه : .
أتنكر أن يبيض رأسي لحادث ... من الدهر لا يقوى له الجبل الراسي .
وكل شعار في الهوى قد لبسته ... فرأسي أميتي وقلبي عباسي .
وأنشدني له : .
فلا تعجباً ممن عوى خلف ذي علا ... لكل علي في الأنام معاويه .
وأنشدني أثير الدين للمذكور : .
أرى الدهر ساد به الأرذلو ... ن كالسيل يطفو عليه الغثاء .
ومات الكرام وفات المديح ... فلم يبق للقول إلا الرثاء .
وأنشدني أثير الدين للمذكور أيضاً : .
لولا ثلاث هن والله من ... أكبر آمالي في الدنيا .
حج لبيت الله أرجو به ... أن يقبل النية والسعيا .
والعلم تحصيلاً ونشراً إذا ... رويت أوسعت الورى ريا .
وأهل ود أسأل الله أن ... يمتع بالبقيا إلى اللقيا .
ما كنت أخشى الموت أنى أتى ... بل لم أكن ألتذ بالمحيا .
وأنشدني أثير الدين لنفسه في هذه المادة : .
أما إنه لولا ثلاث أحبها ... تمنيت أني لا أعد من الأحيا .
فمنها رجائي أن أفوز بتوبة ... تكفر لي ذنباً وتنجح لي سعيا .
ومنهن صون النفس عن كل جاهل ... لئيم فلا أمشي إلى بابه مشيا .
ومنهن أخذي للحديث إذا الورى ... نسوا سنة المختار واتبعونا الرأيا .
أنترك نصاً للرسول ونقتدي ... بشخص لقد بدلت بالرشد الغيا .
قلت : وفي ترجمة عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد له ولي مقطوعات في هذه المادة .
أحمد بن أبي المجد .
أحمد بن صاعد بن أبي الغنائم الإسكاف أبو العباس ابن أبي المجد قال محب الدين ابن النجار : والد شيخنا عبد الله وكان مشهوراً بأحمد بن أبي المجد وقد سمى أباه صاعداً القاضي عمر القرشي ورأيته بخطه وكان أخاً لعمر بن عبد الله بن علي الحربي من مه وقد وهم فيه أبو سعد ابن السمعاني فجعله أحمد بن عبد الله بن علي فظنه أخاً لعمر من أبيه ثم ذكره في آخر الأحمدين وقال : أحمد بن أبي المجد شيخ لا أعرفه ولم يلم أنه الأول وأنه أخ لعمر من أمه سمع أحمد بن الحسين بن أحمد النعالي والمبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وشجاعاً صالحاً ورعاً كثير البكاء والفكرة حافظاً لكتاب الله يؤم بالناس ويغسل الموتى لوجه الله تعالى مكث على ذلك سنين عديدة توفي سنة إحدى وخمسين وخمس مائة