في جحفل سر العيون غباره ... فكأنما يبصرن بالآذان .
وقال علي بن ظافر في الذيل على بدايع البدائه : حكى أبو الحسين المؤدب قال : كنت ببغداذ في داري أنسخ شيئاً فدخل أبو الطيب C تعالى فقلت : يا أبا الطيب إن في شعرك كل مليح إلا أنك تذكر مصراعاً في معنى فخرج في المصراع الآخر إلى غيره فقال لي : أين ؟ قلت : في قولك : .
لهوى القلوب سريرة لا تعلم .
وانتظرنا أن يتم المصراع الآخر كشف السريرة فقلت : .
عرضاً نظرت وخلت أني أسلم .
ما في هذا معنى يطابق المصراع الأول فخجل من ذلك وتمشى في الدار وأنا أنسخ ثم عاد إلي وقال : اكتب : .
لهو القلوب سريرة لا تعلم ... كم حار فيه عالم متكلم .
والناس مختلفون في تحقيقه ... وصحيحه فيما أتوه توهم .
كل يقول ولا يصحح قوله ... وعلى النجوم بحيل من يتنجم .
وإذا تفكر في الحقائق عاقل ... ضعفت قواه وخانه ما يعلم .
ما فاتني من كل علم سره ... ومن الحقائق ما يصان ويكتم .
والعلم بحر والقرائح ليلة ... ومن العناء أزوم ما لا يلزم .
ويقال إن أباه كنن سقاء بالكوفة وإلى هذا أشار القائل فيه : .
أي فضل لشاعر يطلب الفض ... ل من الناس بكرة وعشيا .
عاش حيناً يبيع في الكوفة الما ... ء وحيناً يبيع ماء المحيا .
ولابن حجاج فيه أهاج كثيرة وقصائد مطولة في ديوانه منها قوله : .
كفوا عن المتنبي ... فإنه قد تنبه .
يا شاعراً ما يساوي ... طرطوره نصف حبه .
وله قوله : .
يا شيخ أهل العلم فينا ومن ... يلزم أهل العلم توقيره .
مسائل جاءتك مفتنة ... فيها من العمل عقاقيره .
مشم شرجي كيف تثنيه لي ... وذوق إستي كيف تصغيره .
وأير بغل طوله سبعة ... في مثل دور الدقر تدويره .
كم إصبعاً واحسبه لي جيداً ... يكون في است أمك تكسيره .
قل لي وطرطورك هذا الذي ... في غاية الحسن شوابيره .
ما ضره إذ جاء فصل الشتا ... لو أن شعر استي سموره .
وقوله : .
يا ديمة الصفع صبي ... على قفا المتنبي .
ويا قفاه تقدم ... حتى تصير بجنبي .
منها : .
إن كنت أنت نبياً ... فالقرد لا شك ربي .
ومما قاله من الحماسة في صورة الغزل قوله : .
كأن الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد .
وقد صغت الأسنة من هموم ... فما يخطرن إلا في فؤاد .
عد ابن وكيع وغيره سرقاته هذا المعنى من أماكن منها قول منصور النمري : .
وكأن موقعه بجمجمة الفتى ... حذر المنية أو نعاس الهاجع .
وقول مهلهل : .
الطاعن الطعنة النجلاء تحسبها ... نوماً أناخ بجفن العين يغفيها .
بلهذم من هموم النفس صبغته ... فليس ينفك يجري في مجاريها .
وقول ابن المعتز : .
أين الرماح التي غذيتها مهجاً ... مذ مت ما وردت قلباً ولا كبدا .
وقول آخر : .
كأن سنان ذابله ضمير ... فليس عن القلوب له ذهاب .
وقول أبي تمام : .
كأنه كان ترب الحب مذ زمن ... فليس يعجزه قلب ولا كبد .
قلت : هذا جملة ما رأيتهم عدوه في الموطن وفي ترجمة علي بن عبد الله الناشئ الأكبر شيء يتعلق بهذا المعنى يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى وقد أخذ المعنى الشريف الرضي فقال : .
كأن سيفك ضيف الشيب ليس له ... إذا أتى عن ورود الرأس منصرف .
وقال الأرجاني : .
كأن سيوف الهند فيها كواكب ... مع الصبح في هام الكماة تغور .
وهذا من قول ابن المعتز : .
متردياً نصلاً إذا ... لاقى المنية لم يراقب .
فكأنه في الحرب شم ... س والرؤوس له مغارب .
وقال ابن الساعاتي : .
أمن الهجر سيفه فهو لا ين ... فك مذ كان قاطعاً بتارا .
أم من الحب رمحه فهو لا يأ ... لف إلا القلوب والأفكارا .
وقال أيضاً :