أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله المعروف بأله بفتح الهمزة وضم اللام وهو العقاب هكذا قيده ابن خلكان في تاريخ ورأيته بخط جماعة بضم الهمزة واللام أبو نصر ابن أبي الرجاء القرشي الكاتب الملقب بالعزيز عم العماد الكاتب الأصبهاني كان مستوفياً من قبل السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه مقرباً عنده يجري أمور الوزارة على يديه إلى أن ولي الوزارة القوام الدركزيني فلم يزل يحط عليه إلى أن اعتقل بتكريت ومات السلطان وتولى أخوه طغرل وسعى الوزير في قتل العزيز فسم فمات شهيداً وصلب الدركزيني بعد سمه بأربعين يوماً وكان العزيز كاتباً منشئاً ينظم وينثر قدم بغداذ وأقام بها وكان ذا بر ومعروف وصدقات كثيرة ومجلدات وله في محلة العتابيين مكتب أيتام إلى جانب تربته قال ابن النجار : وهو على حاله إلى يومنا وحدث ببغداذ عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري سمع منه المبارك بن كامل وسعد الله بن نصر ابن الدجاجي الواعظ وتوفي سنة ست وعشرين وخمس مائة ومدحه الأرجاني وغيره من الشعراء ولأبي محمد ابن جكينا فيه : .
أميلوا بنا نحو العراق ركابكم ... لنكتال من مال العزيز بضاعه .
ولما كان بتكريت وأمر فيه بما أمر كان أيوب والد السلطان صلاح الدين بها هو وأخوه شيركوه فدفعا عنه جهدهما فما أفاد .
المقرئ الأرتاحي .
أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد بن مفرج أبو العباس الأنصاري الأرتاحي ثم المصري المقرئ الحنبلي ولد سنة أربع وسبعين ولازم الحافظ عبد الغني وكتب من تصانيفه وتصدر وأقرأ القرآن حدث عنه الدمياطي والدواداري وابن الحلوانية وتوفي سنة تسع وخمسين وست مائة .
المعتزلي رئيس الحائطية .
أحمد بن حائط كان هو وفضل الحدثي من أصحاب النظام المعتزلي وطالعا كتب الفلاسفة وضما إلى مذهب النظام ثلاث بدع : الأولى إثبات حكم من أحكام الإلهية في المسيح عليه السلام وأنه هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة وهو المراد بقوله تعالى " وجاء ربك والملك صفاً صفاً " وهو الذي " في ظللٍ من الغمام " وهو المراد بقوله تعالى " أو يأتي ربك " وهو المراد بقوله عليه السلام : إن الله خلق آدم على صورة الرحمن وبقوله : يضع الجبار قدمه في النار وزعم ابن حائط أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة كما قالت النصارى .
الثانية القول بالتناسخ زعماً أن الله تعالى أبدع خلقه أصحاء سالمين عقلاء بالغين في درا سوى هذه الدار التي هم فيها اليوم وخلق فيهم معرفته والعمل به فابتداهم بتكليف شكره فأطاعه بعضهم في جميع ما أمرهم وعصاه بعضهم في جميع ذلك وأطاعه بعضهم في البعض فمن أطاعه في الكل أقره في دار النعيم التي ابتداهم فيها ومن عصاه في الكل أخرجه إلى النار ومن أطاعه في البعض أخرجه إلى دار الدنيا وألبسه هذه الأجسام الكثيفة وابتلاه بالبأساء والضراء والآلام واللذات على صور مختلفة من الناس وسائر الحيوانات على قدر ذنوبهم فمنم كانت معاصيه أقل كانت صورته أحسن وآلامه أقل ومن كانت ذنوبه أكثر كانت صورته أقبح وآلامه أكثر ثم لا يزال يكون الحيوان في الدنيا كرة بعد كرة وصورة بعد أخرى ما دامت معه ذنوبه وطاعاته وهذا عين القول بالتناسخ .
الثالثة حملهما كل ما ورد في الخبر من رؤية الباري على رؤية العقل الأول الذي هو أول مبدع وهو العقل الفعال الذي تفيض منه الصور على الموجودات وإياه عني النبي A بقوله : أول ما خلق الله تعالى العقل فقال له " أقبل " فأقبل ثم قال له " أدبر " فأدبر فقال " وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك بك أعز وبك أذل وبك أعطي وبك أمنع " فهو الذي يظهر يوم القيامة وترتفع الحجب بينه وبين الصور التي فاضت منه فيرونه كمثل القمر ليلة البدر فأما واهب العقل فلا يرى البتة . وقال أحمد بن حائط : إن كل نوع من أنواع الحيوانات أمة على حيالها لقوله تعالى " ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم " وفي كل أمةٍ رسول من نوعها لقوله تعالى : " وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " . ولهما طريقة أخرى في التناسخ وكأنهما مزجا كلام التناسخية الفلاسفة والمعتزلة بعضه ببعض