أحمد بن أبي بكر بن سليمان بن علي جمال الدين أبو العباس ابن الحموي ولد في حدود سنة ست مائة وحضر جميع الغيلانيات على ابن طبرزد وسمع الكندي وابن مندويه وابن الحرستاني وأجاز له أبو منصور الفراوي وحده مدة طويلة وسمع منه ابن الخباز وابن نفيس الموصلي والوجيه السبتي وسبط إمام الكلاسة والمزي وابن تيمية ولم يزل مستوراً وظاهره العابدة والنسك حتى شهد على ابن الصائغ القاضي فاتهم أنها شهادة زور وأصر عليها فأهدره الحاكم واحترق ولم يسمع عبدها ومات على ذلك بدويرة حمد بدمشق سنة سبع وثمانين وست مائة وقد روي البخاري عنه غير مرة .
شهاب الدين الزبيري .
أحمد بن أبي بكر بن طي بن حاتم الشيخ الإمام المحدث أبو العباس الزبيري سمع من النجيب ومعين الدين الدمشقي وأبي بكر ابن الأنماطي ورحل إلى الإسكندرية وسمع بها من جماعة كبيرة أجاز لي .
بهاء الدين ابن عرام .
أحمد بن أبي بكر بن عرام بهاء الدين الأسواني المحتد الإسكندري المولد قرأ القراءة على الدلاصي بمكة والفقه للشافعي على الشيخ أبي بكر ابن مبادر وعلى علم الدين العراقي وقرأ عليه الأصولين وعلى الشيخ شمس الدين الأصبهاني وقرأ النحو على محيي الدين حافي رأسه وعلى الشيخ بهاء الدين ابن النحاس وسمع على أبي عبد الله محمد بن طرخان وأبي الحسن الخزرجي وعلى تقي الدين ابن دقيق العيد وعلى الدمياطي وغيرهم تولى نظر الأحباس بالإسكندرية وتصدر لإقراء العربية بجامع العطارين وصحب الشيخ أبا العباس المرسي وأخذ التصوف عنه وعن والده وكان مقداماً متديناً وأمه بنت الشيخ الشاذلي ومولده سنة أربع وستين وست مائة ووفاته بالقاهرة سنة عشرين وسبع مائة ونله نظم ونثر من ذلك : .
وحقك يا مي الذي تعرفينه ... من الوجد والتبريح عندي باق .
فبالله لا تخشي رقيباً وواصلي ... وجودي ومني وانعمي بتلاق .
ومنه : .
أبا طرس إن جئت الثغور فقبلن ... أنامل ما مدت لغير صنيع .
وإياك من رشح الندا وسط كفه ... فتمحى سطور سطرت لرفيع .
وقد صنف في الفقه والعربية وغيرهما وله تعليقة على المنهاج للنووي ومناسك . وغير ذلك .
أبو جلنك الشاعر .
أحمد بن أبي بكر شهاب الدين أبو جلنك الحلبي الشاعر المشهور بالعشرة والنوادر والفضيلة وفيه همة وشجاعة نزل من قلعة حلب للإغارة على التتار فوقع في فرسه سهم فوقع وبقي راجلاً وكان ضخماً فأسروه وأحضر بين يدي مقدم التتار فسأله عن عسكر المسلمين فكثرهم ورفع شأنهم فضرب عنقه سنة سبع مائة . يقال إنه دخل إلى الموصل وقصد الطهارة وعلى بابها خادم له أكيال وهو مرصد لمن يدخل يناوله كيل ماء للاستنجاء فدخل على عادة البلاد ولم يعلم بالأكيال فلما تقدم إلى الدخول إلى بيت الخلاء صاحب به ذلك الخادم وقال : قف خذ الكيل فقال : أنا أخرأ جزافاً فبلغت الحكاية صاحب الموصل فقال : هذا مطبوع وطلب أبا جلنك ونادمه . وأخبرني من لفظه القاضي جمال الدين بن سليمان بن رين قل : لازمنا مدة وكان ينتبه نصفاً من الليل فيكرر على محافظيه ومنها مختصر ابن الحاجب ثم يشبب ويزمزم فإذا أصبح توضأ وصلى الصبح وأنشدني قال : أنشدني من لفظه لغزاً في مسعود : .
اسم الذي أهواه في حروفه ... مسألة في طيها مسائل .
خمساه فعل وهو في تصحيفه ... مبين والعكس سم قاتل .
تضيء عبد العصر إن جئت به ... مكرراً من عكسك المنازل .
وهو إذا صحفته مكرراً ... فاكهة يلتذ منها الآكل .
وهو إذا صحفته جميعه ... وصف امرئ يعجب منه العاقل .
وفيه طيب مطرب وطالما ... هاجت على أمثاله البلابل .
قلت : لغز جيد ومقاصد حسنة إلا أن في قوله وهو إذا صحفته جميعه البيت تسامحاً لأن المشعبذ لا يقال فيه مشعوذ لأن الشعبذة بالباء لا بالواو . وأنشدت له مضمناً في أقطع وهو في غاية الحسن : .
وبي أقطع ما زال يسخو بماله ... ومن جوده ما رد في الناس سائل .
تناهت يداه فاستطال عطاؤها ... وعند التناهي يقصر المتطاول