أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أبو جعفر التنوخي الأنباري الأصل ولي القضاء بمدينة المنصور عشرين سنة ومات سنة ثماني عشرة وثلاث مائة . قال أبو بكر الخطيب : حدث حديثاً كثيراً وروى عنه الدارقطني وأبو حفص بن شاهين والمخلص وجماعة وكان ثقة انتهى . وكان مفنناً في علوم شتى منها الفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه وربما خالفهم في مسيئلات وكان تام العلم باللغة حسن القيام بالنحو على مذهب الكوفيين حفظة للشعر القديم والحديث والأخبار الطوال والسير والتفسير شاعراً خطيباً حسن الخطابة لسناً صالح الخط في الترسل والبلاغة ورعاً متثبتاً في الحكم . تقلد القضاء بالأنبار وهيت وطريق الفرات من قبل الموفق ثم تقلد للمعتضد بعض كور الجبل ولم يخرج إليها ثم قلده المقتدر عبد فتنة المعتز القضاء بمدينة المنصور وولي أبو الحسين الأشناني قضاء المدينة بحيلة منه عوضاً عن أبي جعفر المذكور وصرف في اليوم الثالث وأعيد العمل إلى أبي جعفر فامتنع من قبوله ورفع يده عن النظر في جميع ما كان إليه وقال : أحب أن يكون بين الصرف والقبر فرجة ولا أنزل من القلنسوة إلى الحفرة وقال : .
تركت القضاء لأهل القضا ... وأقبلت أسمو إلى الآخره .
فإن يك فخراً جليل الثنا ... فقد نلت منه يداً فاخره .
وإن كان وزراً فأعبد به ... فلا خير في إمرة وازره .
فقيل له : فابذل شيئاً حتى يرد العمل إلى ابنك أبي طاب فقال : ما كنت لأتحملها حياً وميتاً وقد خدم ابني السلطان وولاه الأعمال فإن استوثق خدمته قلده وإن لم يرتض صرفه . قال التنوخي : وكان يقول الشعر تأدباً وتطرباً وما علمت أنه مدح أحداً بشيء منه وله قصيدة طويلة طردية وحمل الناس عنه علماً كثيراً وقال في الوزير ابن الفرات : .
قل لهذا الوزير قول محق ... بثه النصح أيما إبثاث .
قد تقلدتها ثلاثاً ثلاثاً ... وطلاق البتات عند الثلاث .
فكان الأمر على ما قاله فابن الفرات قتل عبد الوزارة الثالثة في محبسه . وقال : .
وحرقة أورثتها فرقة دنفاً ... حيران لا يهتدي إلا إلى الحزن .
في جسمه شغل عن قلبه وله ... في قلبه شغل عن سائر البدن .
ودخل أبو القاسم عمر بن شاذان الجوهري على ابن البهلول فقال له : ارتفع أبا حفص فقال له بعض من حضر : هو أبو القاسم فقال ابن البهلول : .
فإن تنسني الأيام كنية صاحب ... كريم فلم أنس الإخاء ولا الودا .
ولكن رأيت الدهر ينسك ما مضى ... إذا أنت لم تحدث إخاء ولا عهدا .
وقال : .
إلى كم تخدم الدنيا ... وقد جزت الثمانينا .
لئن لم تك مجنوناً ... فقد فقت المجانينا .
جالينوس الصيدلاني .
أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن التميمي الملقب بجالينوس الصيدلاني والد رضوان المحدث المشهور روى عنه ابنه قال : سمعت أبي يقول : دخلت دار المجانين بالبصرة فرأيت شاباً من أحسن الناس وجهاً وقدامه قيد وسلسلة وكنت رأيته قبل ذلك في سوق البرزاين بالبصرة في نعمة وهيئة حسنة فقلت له : ما الذي دهاك ؟ فقال : .
تمطى علينا الدهر في متن قوسه ... ففرقنا منهم بسهم شتات .
فيا زمناً ولى على رغم أهله ... ألا عد كما قد كنت مذ سنوات .
ابن الجواليقي .
أحمد بن إسحاق بن موهب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي أبو العباس ابن أبي طاهر ابن أبي منصور اللغوي قال محب الدين ابن النجار : أخو شيخنا أبي علي الحسن وأبي بكر عبد الرحمن وكان الأكبر سمع ابن الزاغوني وابن ناصر وأبا الوقت السجزي وأبا زرعة المقدسي وكان أديباً فاضلاً قرأ عليه جماعة وتوفي هو وشاب توفي سنة سبع وثمانين وخمس مائة ودفن بباب حرب .
الخاركي البصري .
أحمد بن إسحاق بن عمرو الخاركي بالخاء المعجمة وعبد الراء كاف وخارك قرية على البحر من أعمال فارس كثير الشعر هاجى الفضل الرقاشي وهو القائل : .
يا خاطب الدنيا ألم تعتبر ... لفعلها قبلك في العالم .
إن التي تخطب غرارة ... قريبة العرس من الماتم .
وقال الجاحظ رواه محمد بن داود وغيره رواه لغيره : .
يا فتى نفسه إلى ال ... كفر بالله تائقه