أحمد بن أبي أحمد بن العوادة أبو العباس الزاهد كان يسكن رباطاً له بباب الأزج على دجلة وكان من ظراف الفقراء سخياً بما يملكه وله حكايات ملاح ذكره أبو بكر ابن كامل في معجم شيوخه وروى عنه قال الحسن بن يوسف الشاهد : لقيته في آخر عمره وقد اختل عقله وغاب ذهنه وكان يأكل في الطرقات فسلمت عليه وقلت له : كيف أنت وكيف حالك ؟ فرد علي السلام وأنشد : .
وأشد ما ألقاه أن مودتي ... نقضت دعائمها بكف الباني .
وبكى فبكيت وخلاني وانصرف فما عدت لقيته توفي سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة ودفن برباطه مقابلة دار ابن قرندح .
شرف الدين أحمد المقدسي الحنبلي .
أحمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الإمام الزاهد شرف الدين ابن الشرف أبي العباس المقدسي الحنبلي الفرضي من بقايا السلف تفقه على تقي الدين أحمد بن العز بن الحافظ وسمع من عم أبيه الشيخ الموفق وابن أبي لقمة القزويني وأبي القاسم ابن صصرى وابن صباح وروى الكثير وسمع منه المزي أبو الحجاج وابنة الخباز والبرزالي وكان ممن جمع بين العلم والعمل مات شهيداً مبطوناً وكان يشتغل بجامع الجبل وكان قانعاً ما له وظيفة وله شعر توفي سنة سبع وثمانين وست مائة ومن شعره قوله : .
شرف الدين المقدسي الخطيب .
أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد الإمام العلامة أقضى القضاة خطيب الشام شرف الدين النابلسي المقدسي الشافعي بقية الأعلام كان إماماً فقيهاً محققاً للمذهب والأصول والعربية والنظر حاد الذهن سريع الفهم بديع الكتابة إماماً في تحرير الخط المنسوب درس بالشامية الكبرى وناب في الحكم عن الجويني وكان من طبقته في الفضائل وولي دار الحديث النورية ثم ولي خطابة الجامع الأموي . ولد سنة اثنتين وعشرين ظناً بالقدس وتوفي سنة أربع وتسعين وست مائة وكان أبوه خطيب القدس . وأجاز له الفتح بن عبد السلام وأبو علي ابن الجواليقي وأبو حفص السهروردي وأبو الفضل الداهري وسمع من السخاوي وابن الصلاح وعتيق السلماني والتاج القرطبي وكان له حلقة اشتغال وفتوى عند الغزالية . تخرج به جماعة من الأئمة وانتهت إليه رياسة المذهب عبد الشيخ تاج الدين وأذن لجماعة في الفتوى وصنف كتاباً في أصول الفقه جمع فيه بني طريقتي الإمام فخر الدين والسيف الآمدي . وكان متواضعاً متنسكاً كيساً حسن الأخلاق طويل الروح على التعليم ينشئ الخطب ويخطب بها . وتفقه على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام بالقاهرة وجالس أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله وأقرأه العلم والأدب مدة . وكان متين الديانة حسن الاعتقاد C تعالى ومن شعره القاضي شرف الدين ابن المقدسي منقولاً من خط الشيخ شهاب الدين أحمد بن غانم : .
احجج إلى الزهر لتحظى به ... وارم جمار الهم مستنفرا .
من لم يطف بالزهر في وقته ... من قبل أن يلحق قد قصرا .
ومنه في الدولاب : .
وما أنثى وليست ذات فرجٍ ... وتحمل دائماً من غير فحل .
وتلقي كل آونةٍ جنيناً ... فيجري في الرياض بغير رجل .
وتبكي حين تلقيه عليه ... بصوت حزينة ثكلى بطفل .
جلال الدين الدمراوي .
أحمد بن أحمد جلال الدين أبو البركات ابن أبي الذكر الدمراوي عابر المنامات بالإسكندرية من شعره : .
وخود يغير البدر من حسن وجهها ... وغفرتها ليل يهيم به فكري .
مناي من الدنيا أفوز بوصلها ... وأحظى بتقبيل المراشف والثغر .
وأرضع أحياناً بخمرة ريقها ... لأطفي بها ناراً أحر من الجمر .
فيا برد أحشائي إذا هي واصلت ... ويا حر أجفاني إذا أظهرت هجري .
أقول لأقوام أطالوا لأجلها ... أيا مكثري لومي عسى تقبلوا عذري .
سرت مهجتي شوقاً إلى نحو حبها ... ولا صبر لي عنها وقد خربت أمري .
قلت : لا هدى الله له خيراً أما استحى من إظهار هذا الشعر العامي الساقط الملحون الملعون .
موفق الدين السعدي .
أحمد بن أحمد بن محمد بن عثمان الشيخ موفق الدين ابن تاج الدين السعدي الشارعي سمع من جد والده جمال الدين أبي عمرو عثمان أجاز لي الشارعي سنة تسع وثلاثين وسبع مائة .
شهاب الدين القرافي المالكي الأصولي