إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ولي الأمر بعد أخيه يزيد بن عبد الملك فبقي في الخلافة ثلاثة أشهر وقيل أقل من ذلك وهو مضطرب الأمر وتحكموا في أمره وكان بمعزل عنه وكان يقول : في كتاب الله آية كأنما نزلت في شأني وهي قوله تعالى : " ليس لك من الأمر شيء " ولما حصل في يد مروان قيل له : اقتله فقال : أقتله على ماذا ؟ كان أسيراً وبقي أسيراً قيل له : فطالبه بالأموال فقال : كيف أطالبه بشيء لم يكن في حكمه ولا نعلم أنه ضبط منه شيئاً لذخيرته وكان خلعه في سنة سبع وعشرين ومائة .
برهان الدين الرشيدي الشافعي .
إبراهيم بن لاجين بن عبد الله هو الشيخ برهان الدين الرشيدي خطيب جامع الأمير حسين بحكر جوهر النوبي بالقاهرة المحروسة مولده سنة ثلاث وسبعين وست مائة أخذ القراءات عن الشيخ تقي الدين الصائغ وقرأ الفقه على الشيخ علم الدين العراقي والأصول على الشيخ تاج الدين البارنباري والفرائض على الشيخ شمس الدين الدارندي والنحو على الشيخ بهاء الدين ابن النحاس والعلم العراقي وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان والمنطق على سيف الدين البغداذي وحفظ الحاوي والجزولية والشاطبية ويقرئ الناس أصول ابن الحاجب وتصريفه والتسهيل ويدري الطب والحساب وغير ذلك وعلى قراءته في المحراب وخطابته روح ولهما وقع في النفوس وليس على قراءته وخطبته كلفة ولا صنعة وأنا ممن يتأثر لقراءته وخطابته التأثر الزائد وهو معروف بالصلاح مشهور بالتواضع المفرط وسلامة الباطن قرأ عليه جماعة وتخرجوا به وعرض عليه سنة خمس وأربعين وسبع مائة خطابة المدينة وقضاؤها فامتنع ولم يوافق بعدما اجتمع به السلطان وولاه وله أحاديث في التواضع ويصنف الخطب وربما قال إنه له نظم ولكنه ما يظهر وجاء الخبر بوفاته إلى دمشق سنة تسع وأربعين وسبع مائة .
ابن أبي يحيى المدني .
إبراهيم بن أبي يحيى المدني الفقيه أحد الأئمة الأعلام كان يرمي بالقدر وربما شتم بعض السلف فيما قيل عنه قال ابن المبارك : كان مجاهراً بالقدر يغلب عليه وكان صاحب تدليس قال القطان : لم يترك القدر بل الكذب قال النسائي : هو متروك الحديث روى له ابن ماجة وتوفي C سنة أربع وثمانين ومائة .
ابن المبارك اليزيدي .
إبراهيم بن يحيى بن المبارك هو أبو إسحاق ابن أبي محمد اليزيدي هو وأخوه محمد وإسماعيل سواء كلهم جعل الرشيد ولده المأمون في حرج أبي محمد واختص هو وولده بالمأمون وكان فيهم أدب ومروة وإبراهيم هذا هو القائل للمأمون وقد كان منه شيء على الشراب بحضرته يعتذر بأبياته التي منها : .
أنا المذنب الخطاء والعفون واسع ... ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو .
سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما ... كرهت وما إن يستوي السكر والصحو .
تنصلت من ذنبي تنصل ضارع ... إلى منم لديه يغفر العمد والسهو .
فإن تعف عني تلف خطوي واسعاً ... وإن لا يكن عفوٌ فقد قصر الخطو .
فوقع المأمون على ظهرها : ط .
إنما مجلس الندامى بساط ... للمودات بينهم وضعوه .
فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا ... من حديث ولذة رفعوه