إبراهيم بن عيسى بن أصبغ الإمام أبو إسحاق الأزدي القرطبي المعروف بابن المناصف من كبار المالكية بقرطبة قال ابن مسدي : أملي علينا بدانية على قول سيبويه هذا باب ما الكلم من العربية عشرين كراساً بسط القول فيها في مائة وثلاثين وجهاً ومات C على قضاء سجلماسة سنة سبع وعشرين وست مائة قال ابن الأبار في التحفة : ولي قضاء دانية وصرف عنها أول الفتنة المنبعثة في الأندلس صدر سنة إحدى وعشرين وست مائة سكن بلنسية أشهراً وبها صحبته ثم انتقل منها وولي بعد ذلك قضاء سلجماسة ومن شعره : .
وزائر زارني وهناً فقلت له : ... أنى اهتديت وسجف الليل مسدول ؟ .
فقال : آنست ناراً من جوانحكم ... أضاء منها لدى السارين قنديل .
فقلت : نار الهوى معنى وليس لها ... نور يبين فماذا منك مقبول .
فقال : نسبتنا من ذاك واحدة ... أنا الخيال ونار الحب تخييل .
قال الشيخ شمس الدين : ولأبي إسحاق مصنف يشهد له بالبراعة وقال : توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة وابن الأبار قال : سنة سبع وعشرين وهو أعرف بأحوال أهل بلاده كيف وقال : صحبته بدانية .
الزمن المدائني .
إبراهيم بن عيس أبو إسحاق الكاتب المدائني الزمن من أهل دير قنى شاعر أديب ذكره المرزباني وابن الجراح ومن شعره : .
يا موعداً منها ترقبته ... والصبح فيما بيننا يسفر .
همت بنا حتى إذا أقبلت ... نم عليها المسك والعنبر .
ما أنصف العاذل في لومه ... بمثلكم من يبتلى يعذر .
يا مزنة يحتثها بارق ... وروضة أنوارها تزهر .
قال المرزباني : كان يتعشق أبا الصقر إسماعيل بن بلبل في حداثته فلما علت حاله لم يلتفت إليه فهجاه بشعر كثير قبيح ولما تقلد أبو الصقر ديوان الضياع بسر من رأى مكان صاعد بن مخلد كتب هذا المدائني إلى سليمان بن وهب : .
أبا أيوب ما هذي البلية ... أما للملك تأنف والرعيه .
أترضى للضياع مضيع دبر ... لواحظه تسوق إلى المنية .
تصدر صاحب الديوان فيه ... وكان لأهله فيه مطيه .
وكتب إلى إبراهيم بن المدبر وقد انتزع إسماعيل بن بلبل من يده عملاً كان معه : .
ليهن أبا إسماعيل أسباب نعمة ... مجدده بالعزل والعزل أنبل .
شهدت لقد منوا عليك وأحسنوا ... لأنك في ذا العزل أعلى وأفضل .
أساسة هذا الملك قد زيد فيكم ... فتى بنوي الحرب أهيف قلقل .
له خطرة تنبيك عن رأي حية ... ووجه من الشمس المنيرة أجمل .
ولم نر ملكاً قبله ورعية ... يدبرها صقر يصاد وبلبل .
إمام البادرائية .
إبراهيم بن عيسى بن يوسف بن أبي بكر الإمام المحدث أبو إسحاق المرادي الأندلسي سمع الكثير من أصحاب السلفي وطبقتهم بعد الأربعين وكتب الكثير خبطة المتقن المليح وكان صالحاً عاملاً ورعاً ديناً إماماً بالبادرائية بدمشق وقف كبته بها وفوض نظرها إلى الشيخ علاء الدين ابن الصائغ وذكره الشيخ محيي الدين النواوي فيما ألحقه في طبقات ابن الصلاح وأثنى عليه وقال : ولم تر عيني في وقته مثله كان بارعاً في معرفة الحديث ونسخه وعلومه وتحقيق ألفاظه لا سيما الصحيحين ذا عناية باللغة والنحو والفقه ومعارف الصوفية حسن المذاكرة فيها وكان عندي من كبار المسلكين في طرائق الحقائق حسن التعليم صحبته نحو عشر سنين لم أر منه شيئاً يكره وكان من السماحة بمحل عال على قدر وجده وأما الشفقة على المسلمين ونصيحتهم فقل نظيره فيهما توفي C تعالى بمصر في أوائل سنة ثمان وستين وست مائة .
الكاتب المغربي .
إبراهيم بن غانم بن عبدون أبو إسماعيل الكاتب قال ابن رشيق في الأنموذج : كان شاعراً كتابي الشعر لطيف الألفاظ نظيفها رشيق المعاني وجيزها صافي مزاج الطبع على أسلوب واحد متفرداً بعلم المساحات والأشكال غواصاً في بحر الحكمة على در البديع قليل المديح والهجاء كلفاً بالمواعظ في شعره ملغزاً بالتشبيهات مولعاً بالتلويح والإشارات قال من أبيات له في ذم البخل ومدح البذل : .
قل للبخيل وإن أصبحت ذا سعة ... لأنت بالبخل في ضيق وإقلال