أهابه أن أمد الطرف أبصره ... شوقاً إليه ولكني أسارقه .
وكلما ازددت وجداً صحت لا عجبا ... إن مات من حب هذا الظبي عاشقه .
قلت : أحسن من هذا قول الآخر : .
لئن تلف المضنى عليك صبابة ... بحق له والله ذاك ويعذر .
رجع إلى قول ابن الكميت : .
تجمع الحسن والإحسان فيه فما ... له نظير تعالى الله خالقه .
فالبدر طلعته والليل طرته ... وروضة الحزن من حزوى خلائقه .
وأورد له أيضاً : .
ظبي أغن له في طرفه مرض ... تلوح شمس الضحى من تحت طرته .
يهتز كالغصن إلا أنه بشر ... قد صاغه الله فرداً في ملاحته .
إذا تثنى رأيت البدر في فلك ... من جيبه والثريا فوق جبهته .
أهوى هواه ولي نفس معذبة ... تذوب شوقاً إلى تقبيل وفرته .
قلت : شعر منحط .
الحافظ الجوهري .
إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الحافظ بغداذي حافظ صاحب حديث روى عنه مسلم والأربعة وكان ثقة ثبتاً صنف المسند وتوفي C تعالى سنة سبع وأربعين ومائتين .
الرفاعي الضرير .
إبراهيم بن سعيد بن الطيب أبو إسحاق الرفاعي الضرير قدم واسط صبياً فدخل الجامع وهو ذو فاقة فأتى حلقه عبد الغفار الحصيني فتلقن القرآن وكان معاشه من أهل الحلقة ثم أصعد إلى بغداذ فصحب أبا سعيد السيرافي وقرأ عليه شرحه في كتاب سيبويه وسمع منه كتب اللغة والدواوين وعاد إلى واسط وقد مات عبد الغفار فجلس يقرئ الناس في الجامع ونزل في الزيدية من واسط وهناك يكون الرافضة والعلويين فنسب إلى مذهبهم ومقت وجفاه الناس وكان شاعراً أورد له ياقوت : .
وأحبه ماكنت أحسب أنني ... أبلى ببينهم فبنت وبانوا .
نأت المسافة فالتذكر حظهم ... مني وحظي منهم النسيان .
وتوفي سنة إحدى عشرة وأربع مائة ودفن مع غروب الشمس ولم يكن معه إلا اثنان وكادا يقتلان وكان غاية في العلم ومن غد ذلك النهار توفي رجل من حشو العامة فأغلقت البلدة من أجله .
الحبال الحافظ .
إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحافظ أبو إسحاق الحبال النعماني مولاهم المصري سمع من الحافظ عبد الغني سنة سبع وأربع مائة وروى عن جماعة وروى عنه ابن ماكولا والخطيب وغيرهما وتوفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة .
إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب القاضي الرئيس أبو طاهر الحلبي كان من أعيان الحلبيين وكبرائهم وكان فاضلاً أديباً شاعراً منشئاً له النثر والنظم وله نظر في العلوم إلا أنه كان من أجلاء الشيعة المعروفين وكان دمث الأخلاق ظريفاً مطبوعاً توفي سنة تسع وثمانين وخمس مائة .
الزيادي النحوي .
إبراهيم بن سفيان الزيادي كان نحوياً لغوياً راويةً قرأ كتاب سيبويه على سيبويه C ولم يتمه وروى عن الأصمعي وأبي عبيدة ونظرائهم وكان شاعراً وكان يشبه بالأصمعي في معرفة الشعر ومعانيه وكان فيه دعابة ومزاح ومن شعره : .
قد خرج الهجر على الوصل ... وانقطع الحبل من الحبل .
ودبق الهجر جناح الهوى ... وانفلت الوصل من البخل .
فليت ذا الهجر قبيل الهوى ... ليسلم الوصل من القتل .
وفيه يقول الجماز يهجوه : .
ليس بكذاب ولا آثم ... من قال : إبراهيم ملعون .
حكم رسول الله في جده ... ما ناله إلا الملاعين .
وبعد هذا كله إنه ... يعجبه القثاء والتين .
وقال الزيادي في جارية سوداء : .
ألا حبذا حبذا حبذا ... حبيب تحملت فيه الأذى .
ويا حبذا برد أنيابه ... إذا الليل أظلم واجلوذا .
ومن تصانيفه : كتاب النقط والشكل كتاب الأمثال كتاب تنميق الأخبار كتاب أسماء الرياح والأمطار شرح نكت كتاب سيبويه وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين في أيام المستعين .
ابن النجار الكاتب