دار إذا ما اشتد حر بها ... أنشدت للصولي بيتين .
وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة مقبول القول وحديثه بعلو عند أصحاب السلفي وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة بخلف وكان أوحد زمانه في لعب الشطرنج كان الماوردي اللاعب عند المكتفي متقدماً فوصف له الصولي فأحضره ولعبا بين يديه فأخذ المكتفي في تشجيع الماوردي والزهزهة له الفاً به وعناية به إلى أن دهش الولي فلما اتصل اللعب بينهما وتبين حسن لعبه وغلبه غلباً بيناً قال المكتفي للماوردي : صار ماء وردك بولاً ! .
وقال أبو سعيد العقيلي يهجو الصولي : .
إنما الصولي شيخ ... أعلم الناس خزانه .
إن سألناه بعلم ... طلباً منه إبانه .
قال يا غلمان هاتوا ... رزمة العلم فلانه .
أبو الذكر المالكي .
محمد بن يحيى بن مهدي أبو الذكر المصري الأسواني كان من كبار الفقهاء المالكية توفي سنة أربعين وثلاث مائة تقريباً .
الرباحي النحوي المغربي .
محمد بن يحيى بن عبد السلام الأزدي الأندلسي النحوي المعروف بالرباحي كان عارفاً بالعربية صادقاً ذكياً فقيهاً عالماً أدب المغيرة بن الناصر لدين الله وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة وكان يعرف بالقلفاط وهو شاعر مشهور ومن شعر القلفاط : .
مزن تغنيه الصبا فإذا همى ... لبت حياه روضة غناء .
فالأرض من ذاك الحيا موشية ... والروض من تلك السماء سماء .
ما إن وشت كفا صناع ما وشى ... ذاك الغناء بها وذاك الماء .
زهر لها مقل جواحظ تارة ... ترنو وتارات لها إغضاء .
ومنه : .
طوى عني مودته غزال ... طوى قلبي على الأحزان طيا .
إذا ما قلت يسلوه فؤادي ... تجدد حبه فازددت غيا .
أحييه وأفديه بنفسي ... وذاك الوجه أهل أن يحيا .
قلت : شعر جيد .
أبو عبد الله الجرجاني الحنفي .
محمد بن يحيى أبو عبد الله الجرجاني الفقيه الحنفي من علماء العراق كان زاهداً عابداً نظيراً لأبي بكر الرازي فلج آخر أيامه ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة .
محمد بن يحيى بن يحيى أبو الوفاء كتب إليه أبو عبد الله الحسين بن علي البغوي : .
رأيت الفضل يحيى يابن يحيى ... فجانبه أبو يحيى طويلا .
مودته ممازحة لقلبي ... كما قد مازج الماء الشمولا .
فأجابه أبو الوفاء : .
أبا عبد الإله بقيت جزل ال ... كلام تنيلنا براً جزيلاً .
فما ابن المزن زوج بنت كرم ... ليمهرها أخو الكرم الغفولا .
بأشهى من كلامك في فؤادي ... وقد أسلى الجوى وشفى الغليلا .
وقال أبو الوفاء : .
بقيت بمرو الروذ في عدة المطر ... وطول مقام المرء في مثلها خطر .
إذا ما أذان الرعد آذاننا وعت ... لقينا بها الحيطان تسجد للمطر .
أحسن من هذا وأكمل قول بعض شعراء الذخيرة : .
بدار سقتها ديمة إثر ديمة ... فمالت بها الجدران شطراً على شطر .
فمن عارض يسقي ومن سقف مجلس ... يغني ومن بيت يميل من السكر .
ابن حزم المغربي .
محمد بن يحيى بن حزم من شعراء الذخيرة قال ابن بسام أحلى الناس شعراً لا سيما إذا عاتب أو عتب جعل هذا الغرض هجيراه وكنيته أبو الوليد من شعره : .
أتجزع من دمعي وأنت أسلته ... ومن نار أحشائي ومنك لهيبها .
وتزعم أن النفس غيرك علقت ... وأنت ولا من عليك حبيبها .
إذا طلعت شمس عليك بسلوةٍ ... أثار الهوى بين الضلوع غروبها .
ومن شعره من قصيدة : .
شمس ترمق من محاجر أرمد ... والظل يركض في النسيم الواني .
والراح تأخذ من معاطف أغيد ... أخذ الصبا من عطف غصن البان .
ملنا نؤمل غير ذلك منزلاً ... والراح تقصر خطوه فيداني .
ثم اعتنقنا والوشاة بمعزل ... وقد التقت في جفنه سنتان .
والبدر يرميني بمقلة حاسد ... لو يستطيع لكان حيث يراني .
ومنه أيضاً :