إذا ما اعتزام التيه هز قوامه ... رأيت قضيباً هزت الريح أعلاه .
رواء الشموس الباهرات رواؤه ... وريا نسيم المندل الرطب رياه .
ومنه قوله ملغزاً في الدفتر : .
وأخرس ذي نطق فصيح لسانه ... يحدث بالأشياء وهو صموت .
إذا ناله ماء الحياة أباده ... وما مثله من قيل عنه يموت .
قلت : شعر متوسط ومولده سنة سبع عشرة وأربع مائة .
أبو الهيثم الكشميهني .
محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هرون أبو الهيثم الكشميهني المروزي حدث بصحيح البخاري غير مرة قال الشيخ شمس الدين : ولا أعلمه إلا من الثقات وكان يرويه عن محمد بن يوسف الفربري وتوفي سنة تسع وثمانين وثلاث مائة .
ابن الدجاجية .
محمد بن مكي بن محمد بن الحسن بن عبد الله أبو عبد الله القرشي الدمشقي العدل الأديب المعروف بابن الدجاجية ويلقب ببهاء الدين ابن الحفظ كان يجيد النظم كان والده قد درس ببصرى ونظم المهذب روى عنه الدمياطي شعره ومن شعره : .
إلى سلم الجرعاء أهدى سلامه ... فماذا على من قد لحاه ولامه .
تجلد حتى لم يدع معظم الجوى ... لرائيه إلا جلده وعظامه .
توفي سنة سبع وخمسين وست مائة ومن شعر بهاء الدين ابن حفظ الدين : .
كم تكتم الوجد يا معنى ... عنا وما يختفي اللهيب .
فسل غراب الكثيب عمن ... بانوا فما بيننا غريب .
ومنه : .
من أين لقدك ذا الهيف ... قد حار الواصف ما يصف .
الرمح الأسمر يحسده ... والغصن الأخضر والألف .
فتبارك من أنشاك لقد ... في الخلق تفاضلت الطرف .
قسماً بهواك وما أحلى ... قسم العشاق إذا حلفوا .
وبمن خاضوا غمرات منى ... وحصى الجمرات بها حذفوا .
لا حلت عن الميثاق ولو ... أودى بحشاشتي التلف .
يلحاني قوم ما فهموا ... ما شأني فيك وما عرفوا .
ومنه أيضاً : .
غرته غرته لما سرى ... ظن بأن الصبح قد أسفرا .
أقبل يسعى خفراً خائفاً ... على ذمام الوعد أن يخفرا .
يحق يا قوم لمن قده ال ... خطار أن لا يرهب الأخطرا .
ضممته إذ نام سماره ... كما يضم البطل الأسمرا .
بتنا وما في ليلنا من كرى ... كأنما النوم غدا منكرا .
ومنه دوبيت : .
بالله قفوا بعيشكم في الربع ... كي نسأل عن سكان وادي الجزع .
إن لم أرهم أو استمع ذكرهم ... لا حاجة لي في بصري أو سمعي .
ومنه أيضاً : .
ما عذر فتى ما مد للهو يدا ... والدوح قد اكتسى ثياباً جددا .
مالت طرباً أغصانه راقصة ... لما صدح الطير عليها وشدا .
الفقيه الشافعي .
محمد بن مكي بن الحسن الفامي أبو بكر الفقيه الشافعي سبط أبي عمرو عثمان بن احمد بن محمد بن دوست العلاف البغداذي تفقه على الشيخ أبي إسحق الشيرازي وسمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا بكر محمد ابن عبد الملك بن بشران وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وروى عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وأبو طالب المبارك بن علي بن خضير وأبو طاهر السلفي في معجم شيوخه وقال : كان يحضر معنا الدرس عند الكيا كل يوم وروى عنه ابن الكليب بالإجازة توفي سنة سبع وخمس مائة وولد سنة ثمان وعشرين وأربع مائة .
بدر الدين ابن مكي .
محمد بن مكي بن أبي الغنائم القاضي بدر الدين وكيل بيت المال بطرابلس وكاتب الإنشاء بها له النظم الحسن ونثره وسط ويعرف فقهاً جيداً ويكتب خطاً مليحاً أخبرني عنه القاضي شرف الدين محمد النهاوندي بصفد قال : قال لي بدر الدين محمد بن مكي بطرابلس : فتحت بدمشق دكان كتبي فكنت أتجر فيها يعني في المجلدات وأتبلغ من المكسب وأدخر من المجلدات ما أحتاج إليه إلى أن حصلت من ذلك ما أردت من الكتب وفضل لي رأس المال والقوت تلك المدة أو كما قال وأما أنا فلم يتفق لي لقاؤه وحضر إلى دمشق وأنا بها وما اجتمعت به وكتبت له استدعاء قرين قصيدة أولها :