قتل سنة سبع وأربع مائة بسبب الروافض .
المغربي .
محمد بن مغيث قال ابن رشيق في الأنموذج : كان شاعراً مطبوعاً مرسل الكلام مليح الطريقة يقع على النكت ويصيب الأغراض ويقيم حرب الشعراء وكان مفتوناً بالخمر متبذلاً فيها مدمناً عليها لا يفيق منها سأله بعض إخوانه في مرضه ليخبر قواه المرض الذي مات فيه : هل تقدر على النهوض لو رمته ؟ فقال : لو شئت مشيت من ههنا إلى حانوت أبي زكرياء النباذ فقال : فألا قلت إلى الجامع فقال : .
لكل امرئ من دهره ما تعودا .
ولم تجر العادة بذلك ولقي صاحب المظالم المرناقي وهو مخمور فسلم عليه وقال : كيف تجدك ؟ فقال : بخير ما لم أرك يا مولاي وأراد أن يقول : بخير ما رأيتك فأطرق المرناقي ومضى محمد وجماً فعمل قصيدة يعتذر إليه فيها أولها : .
فرط الحياء وهيبة السلطان ... جبرا على ضد الصواب لساني .
وكتب إلى بعض الرؤساء وقد جاءته بنت له فوجم لها وحزن حزناً شديداً : .
لا تأس إن رحت أباً لابنةٍ ... تكظم أشجاناً إلى كاظمه .
فإن أبناء نبي الهدى ... كلهم من ولدي فاطمه .
فحسن موقع ذلك منه ووصله وأتى عبد المجيد بن مهذب زائراً فحجبه فقال : .
زرت عبد المجيد زورة مشتا ... ق إليه فصد عني صدودا .
فكأني أتيته أنزع الع ... مة عن رأسه وأخصي سعيدا .
وكان في رأس المذكور قروح وله عبد يؤثره قلت : تشبه تعريض ولادة بنت المستكفي في قولها : .
إن ابن زيدون على فضله ... يغتابني ظلماً ولا ذنب لي .
يلحظني شزراً إذا جئته ... كأنني جئت لأخصي علي .
وقال محمد بن مغيث : .
لا عد منا عميرة ابنة كف ... إنها تسعد المحب الشجيا .
نقدها الريق ثم لا مهر إلا ... دلو ماء إن لم تكن دهريا .
وشاجر شيلون المصاحفي يوماً وعيره فقال أبياتاً شافهه ببعضها وهي : .
من أفسد القصر من أفنى خزائنه .
فقال شيلون : أنا فقال : .
من صير العود قنطاراً بدينار .
فقال : أنا فقال : .
من لا يصلي وإن صلى فمن نجس .
فقال له : أنت فقال : .
من يستخف بحق الخالق الباري .
فقال له : أبوك فسكت عن باقي الأبيات منقطعاً . ومن قوله في قرهب يهجوه وقيل إنها لغيره : .
سلوا الذي سمى الفتى قرهباً ... أكان عمداً أم كما نجما .
عمري لقد أغربت في شتمه ... إن كنت حاولت له شتما .
هل هو إلا النصف من شتمه ... ونبحة الكلب فقد تما .
توفي ابن مغيث آخر سنة ثلاث وأربع مائة وقد بلغ الخمسين والسن ظاهرة عليه .
السكري الهمذاني .
محمد بن المغيرة بن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي محدث همذان ومسندها وشيخ فقهائها الحنفية توفي سنة تسعين ومائتين أو ما دونها .
القائد أبو الشوائل .
محمد بن مفرج بن وليد الأمير القائد المجاهد أبو الشوائل السياري الغرناطي كان كثير الأموال وأكثرها من الغنائم له بر ومعروف وصدقات وافرة جداً وأما جهاده فقل من يصل إلى رتبته لم يكن فيه عضو إلا وفيه طعنة رمح فيما أقبل من جسده . ولم يولد له ولد أوصى بثلث ماله للمساكين وأعتق عبيده وأعطى لكل واحد خمسين ديناراً وبلغ تسعين سنة توفي سنة خمس وستين وست مائة .
أبو الطيب الضبي الشافعي .
محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم أبو الطيب الضبي البغداذي الفقيه الشافعي صاحب ابن سريج كان موصوفاً بفرط الذكاء صنف كتباً عدة وهو صاحب وجه وهو وأبوه وجده من مشاهير أئمة اللغة والنحو توفي سنة ثمان وثلاث مائة وهو غض شاب كان ابن سريج يميل إلى تعليمه ويقبل عليه لفرط ذكائه .
ابن كاهويه .
محمد بن المفضل بن إسماعيل بن الفضل أبو الفضل ابن كاهوية الأصبهاني الكاتب سمع كثيراً وخرج لنفسه معجماً وكان بليغاً كاتباً شاعراً مرضي الأخلاق توفي سنة ستين تقريباً وخمسمائة قال ابن النجار : مولده سنة أربع وثمانين وأربع مائة من شعره : .
أقول للائمي في وجنتيه ... ووردهما تبدل بالبهار .
وجوه العاشقين به أطافت ... فأعدي وجهه أثر اصفرار .
ومنه أيضاً : .
لا تركنن إلى البرية كلها ... واحذر تغيرها على أحوالها