ولد سنة أربع وسبعين وأربع مائة وقدم بغداد وتكلم بمذهب الأشعري وبالغ في التعصب فقامت الفتن في الأسواق وأفضى الحال إلى النهب والضرب واستحلال الأموال والدماء ودخل النيسابوري على مسعود وقدح فيه فقال : تقلد دمه حتى أقتله فقال : لا أتقلده فوكل السلطان بابي الفتوح وحمل إلى أسفرايين فمات ببسطام في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة .
ووصل الخبر إلى بغداد بموته فقعدوا لعزائه فحضر الغزنوي فقال له بعض العامة : ما حضرت إلا شماتة به فقام بعض الفقهاء وأنشد : .
خلا لك يا عدو الجو فاصفر ... ونجس في صعودك كل عود .
كذاك الثعلبان يجول كبراً ... ولكن عند فقدان الأسود .
ورثاه المعنى ابن الباطوح البغدادي : .
أيها الركب ابلغوا بلغتم ... إن سقمي صدني عن سفري .
وإذا جئتم ثنيات اللوى ... فلجوا ربع الحمى في خطري .
وصفوا شوقي إلى سكانه ... واذكروا ما عندكم من خبري .
وحنيني نحو أيامٍ مضت ... بالحمى لم أقض منها وطري .
فاتني فيها مرادي وحلا ... لتمني القرب فيها سهري .
كنت أخشى فوتها قبل النوى ... فرماني حذري في حذري .
آه واشوقي إلى من بدلوا ... صفو عيشي بعدهم بالكدر .
كلما اشتقت تمنيتهم ... ضاع عمري بالمنى واعمري .
الجرجرائي الكاتب محمد بن الفضل الجرجرائي الكاتب .
كان يكتب للفضل بن مروان ثم وزر للمتوكل وكان شيخاً ظريفاً حسن الأدب عالماً بالغناء . توفي سنة خمسين ومائتين وقد نيف على الثمانين . وله مع إسحاق الموصلي أخبار كتب إلى إسحاق المذكور : .
خلٌ أتى ذنباً إلي وإنني ... لشريكه في الذنب إن لم أغفر .
فمحا بإحسانٍ إساءةٍ فعله ... وأزال بالمعروف قبح المنكر .
وقال لبعض كتابه : .
تعجل إذا ما كان أمنٌ وغبطةٌ ... وأبط إذا ما استعرض الخوف والهرج .
ولا تيأساً من فرجةٍ أن تنالها ... لعل الذي ترجوه من حيث لا ترجو .
البصرة الكاتب محمد بن الفضل الكاتب المعروف بالبصرة .
كان يعاشر أبا هفان ومحمد بن مكرم واليعقوبي وأبا علي البصير وأبا العيناء .
قال في سديف غلام ابن مكرم : .
أحبك ما حييت وما حييتا ... برغمك إن كرهت وإن هويتا .
وأصبر إن جفوت ولا أبالي ... غضبت من المحبة أو رضيتا .
وأسعى في الذي تهواه جهدي ... فكن لي مت قبلك كيف شيتا .
أبو عدنان العنبري محمد بن الفضل بن أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن أبان بن الحكم العنبري أبو عدنان الأصبهاني الكاتب الأديب .
قال يحيى بن منده : هو صاحب صلاة واجتهاد يرجع في معرفة اللغة والنحو إلى معرفة تامة ما رأيت رجلاً أحسن صلاة منه حسن الوجه جميل الطريقة مات سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة فجأةً حدث عن أحمد بن موسى بن مردويه وأبي بكر بن أبي علي ومن بعدهما من الشيوخ .
الزنجاني الشاعر محمد بن الفضل أبو عبد الرحمن الزنجاني الشاعر . توفي سنة عشرين وست مائة تقريباً .
ومن شعره : .
قسماً بأيام الصفا ووصالكم ... والجمع في جمعٍ وذاك الملتزم .
ما اخترت بعدكم بديلاً لا ولا ... نادمت بعد فراقكم إلا الندم .
وقال : .
العين تشتاق أن تراكم ... فاغتنموا الأجر في الوصال .
منوا على عبدكم بوصلٍ ... أو ابعثوا طارق الخيال .
جودوا على فاقتي وفقري ... كفيتم حادث الليالي .
نأيتم عن سواد عيني ... وأنتم في سواد بالي .
سركم في صميم قلبي ... بضاعة القوم في الرحال .
أبو الفضائل العلوي محمد بن الفضل بن يحيى بن عبد الله بن جعفر ابن زيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب Bهم أبو الفضائل بن أبي القاسم العلوي الحسيني .
قال ابن النجار : شاب فاضل يقول الشعر الجيد مدح الإمام الناصر بعدة قصائد وأنشدها بمجلس الوزارة وكان كيساً لطيف الطبع متواضعاً حسن الأخلاق .
ومن شعره :