كان فقيهاً فاضلاً مناظراً أديباً بارعاً متديناً سمع بهراة أبا الفتح نصر بن أحمد الحنفي وعبد الرزاق الماليني وأبا الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي وأبا الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجي وجماعة وبنيسابور أبا عبد الله محمدا الفراوي وإسماعيل بن أحمد القارئ وغيرهما وبسرخس أبا المعالي خلف بن الحسن الحداد وأبا النصر محمد بن الشرهمرد وغيرهما وببلخ محمد بن محمد بن عبد الله البسطامي .
وقدم بغداد حاجاً وسمع بها من جماعة ثم قدمها وحج وعاد وحدث . سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع وعمر بن أحمد بن بكرون ونصر الله بن سلامة الهيتي .
توفي سنة أربع وستين وخمس مائة .
ابن القوطية اللغوي محمد بن عمر بن عبد العزيز ابو بكر ابن القوطية هي جدة أبي جده وهي سارة بنت المنذر من بنات الملوك القوطية الذين بإقليم الأندلس من ذرية قوم بن حام - بالقاف والطاء المهملة - القرطبي النحوي .
سمع بقرطبة من طاهر بن عبد العزيز وأبي الوليد الأعرج ومحمد بن عبد الوهاب بن مغيث وغيرهم وسمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله الزبيدي وسعيد بن جابر وغيرهما .
وكان علامة زمانه في اللغة والعربية حافظاً للحديث والفقه والأخبار لا يلحق شأوه ولا يشق غباره وكان مضطلعاً بأخبار الأندلس ملياً برواية سير أمرائها وأحوال فقهائها وأدبائها وشعرائها يملي ذلك عن ظهر قلب وكانت كتب اللغة أكثر ما تملى عليه ولم يكن بالضابط لرواية الحديث ولا الفقه ولا كانت له أصول يرجع إليها وكان الذي يسمع عليه من ذلك إنما يحمل على المعنى لا على اللفظ وكثيراً ما يقرأ عليه من ذلك للتصحيح لا للرواية .
وصنف كتباً مفيدة منها كتاب تصاريف الأفعال وهو الذي فتح الباب فجاء من بعده ابن طريف وابن القطاع وأفعال الحمار هي أجود ما في هذا الباب وصنف تاريخاً للأندلس وله المقصور والممدود جمع فيه فأوعى حتى أعجز من يأتي بعده وفاق فيه على من تقدمه .
وكان ابو علي القالي يعظمه كثيراً وكان ناسكاً عابداً تزهد أخيراًص عن نظم الشعر . قال أبو يحيى بن هذيل التميمي : توجهت إلى ضيعتي يوماً بسفح جبل قرطبة فصادفت ابن القوطية صادراً عنها وكانت له هناك ضيعة فقلت له : .
من أين أقبلت يا من لا شبيه له ... ومن هو الشمس والدنيا له فلك .
فقال : .
من منزلٍ يعجب النساك خلوته ... وفيه سترٌ عن الفتاك إن فتكوا .
وتوفي سنة سبع وستين وثلاث مائة .
ومن شعر ابن القوطية : .
ضحك الثرى وبدا لك استبشاره ... واخضر شاربه وطر عذاره .
ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتعطرت أنواره وثماره .
واهتز ذابل كل ماء قرارة ... لما أتى متطلعاً آذاره .
وتعممت صلع الربا بنباتها ... وترنمت من عجمةٍ أطياره .
كاك الحنفي المقرئ محمد بن عمر بن عبد العزيز بن طاهر أبو بكر المقرئ الحنفي المعروف بكاك بكافين بينهما ألف من أهل بخارا .
نزل ببغداد مدةً وسمع بها الحديث من جماعة وجاور بمكة سنين وكان إماماً لأصحاب أبي حنيفة بالمسجد الحرام وكان شيخاً أديباً فاضلاً متديناً صالحاً مكثراً من الحديث .
سمع ببخارا أبا الحسن علي بن محمد بن جذام وأبا نصر أحمد الريغذموني وبنسف ابا بكر محمداً البلدي وبسمرقند أبا لقاسم علياً الصيرفي الكشاني وبنيسابور أبا نصر الوراق وأبا علي نصر الله الخشنامي وغيرهما وبهمذان أبا منصور العجلي وببغداد أبا علي محمد بن نبهان وأبا الغنائم النرسي وغيرهما وحدث ببغداد وكتب عنه أبو البركات ابن السقطي وروى عنه أبو القاسم محمود بن ماشاذه .
توفي في طريق الحجاز سنة خمس وعشرين وخمس مائة .
الفقيه ابن مازة الحنفي محمد بن عمر بن عبد العزيز بن مازة أبو جعفر الفقيه الحنفي من أهل بخارا رئيسها وابن رئيسها .
كان من فحول فقهائها المشهورين بالفضل والنبل وله التقدم عند الملوك والسلاطين قدم بغداد وحدث عن والده روى عنه أبو البركات محمد بن علي الأنصاري قاضي سيوط من أهل مصر في مشيخته .
مولده سنة إحدى عشرة وخمس مائة وقتل سنة ستين وخمس مائة .
الحافظ ابو منصور الدينوري محمد بن عمر بن محمد أبو منصور الدينوري الحافظ