وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون إلا على وضوء .
أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثير . توفي سنة ثمان وثمانين وخمس مائة .
ومن تصانيف المازندراني كتاب في النحو سماه الفصول جمع فيه أمهات المسائل وكتاب المكنون المحزون في عيون الفنون كتاب أسباب نزول القرآن كتاب متشابه القرآن كتاب الأعلام والطرائق في الحدود والحقائق كتاب مناقب آل أبي طالب كتاب المثالب كتاب المائدة والفائدة جمع فيه أشياء من النوادر والفوائد .
عاش تسعاً وتسعين سنة وشهرين ونصفاً وتوفي بحلب في التاريخ المذكور .
ابن الدهان الحاسب محمد بن علي بن شعيب فخر الدين أبو شجاع ابن الدهان الفرضي الأديب الحاسب .
وهو أول من وضع الفرائض على شكل المنبر وجمع تاريخاً جيداً وصنف غريب الحديث في عدة مجلدات وكانت له يد طولى في علم النجوم .
توفي سنة تسعين وخمس مائة . ومن نظمه في ابن الدهان المعروف بالناصح أبي محمد سعيد بن المبارك النحوي وكان مخلاً بإحدى عينيه : .
لا يبعد الدهان أن ابنه ... أدهن منه بطريقين .
من عجب الدهر فحدث بهبفرد عينٍ وبوجهين .
وكتب إلى تاج الدين الكندي : .
يا زيد زادك ربي من مواهبه ... نعماء يعجز عن إدراكها الأمل .
لا غير الله حالاً قد حباك به ... ما دار بين النحاة الحال والبدل .
النحو أنت أحق العالمين به ... لأن باسمك فيه يضرب المثل .
ولما جاءت دولة بني أيوب تردد بين أولاد اتابك وصلاح الدين عدة نوب وسفر بينهم في إصلاح الحال .
ابن المعلم محمد بن علي بن فارس نجم الدين ابو الغنائم ابن المعلم الواسطي الهرثي والهرث من قرى واسط .
انتهت إليه رياسة الشعر في زمانه وطال عمره ولد سنة إحدى وخمس مائة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة .
قال ابن الدبيثي : سمعت عليه أكثر شعره . وكان بينه وبين ابن التعاويذي الشاعر تنافس وهجاه ابن التعاويذي وكان ابن الجوزي يوماً على المنبر فقيل لابن المعلم : هذا ابن الجوزي على المنبر يتكلم فشق الناس وجلس ولم يعلم به أحد فقال ابن الجوزي مستشهداً على بعض إشاراته : ولقد أحسن ابن المعلم حيث يقول : .
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم ... طيباً ويحسن في قلبي مكرره .
وكان يستشهد بشعره كثيراً في تصانيفه وعلى المنبر في وعظه وشعره ينفع الوعاظ لأن الغالب عليه ذكر الصبابة والغرام والشوق والارتياح فلهذا خف على الأسماع وراج على القلوب وطربت له النفوس .
ووقف هو والأبله العراقي وابن التعاويذي على القصيدة التي نظمها ابن صردر وأولها : .
أكذا يجازى ود كل قرين ... أم هذه شيم الظباء العين .
نظم الأبله على وزنها وابن التعاويذي أيضاً وابن المعلم وكان الذي قاله ابن المعلم : .
ما وقفة الحادي على يبرين ... وهو الخلي من الظباء العين .
إلا ليمنحني جوىً ويزيدني ... مرضاً على مرضي ولا يبرين .
منها : .
قسماً بما ضمت عليه شفاههم ... من قرقفٍ في لؤلؤ مكنون .
أن شارف الحادي الغوير لأقضين ... نحبي ومن لي أن تبر يميني .
ولقد مررت على العقيق بزفرةٍ ... أمسى الأراك بها بغير غصون .
فبكى الحمام وما يجن صبابتي ... وشكا المطي وما تحن حنيني .
قلت : لو كان لي حكم في أول هذه القصيدة لقلت : .
ما وقفة الحادي على يبرين ... إلا ليمرضني وما يبريني .
ليحصل له الجناس الذي أراده في بيت واحد ومن شعر ابن المعلم : .
أجيراننا أن الدموع التي جرت ... رخاصاً على أيدي النوى لغوالي .
أقيموا على الوادي ولو عمر ساعةٍ ... كلوث إزارٍ أو كحل عقال .
وجودوا على صدق الفراق بنظرة ... تعلل قلبي منكم بمحال .
ومنه : .
تنبهي يا عذبات الرند ... كم ذا الكرى هب نسيم نجد .
مر على الروض وجاء سحراً ... يسحب ثوبي أرجٍ وبرد .
حتى إذا عانقت منها نفحةً ... عاد سموماً والغرام يعدي