قدم مع والده في صباه إلى بغداد وسمع الحديث من أبي البركات هبة الله ابن البخاري وأبي القاسم هبة الله بن الحصين وأبي بكر ابن عبد الباقي البزاز كان والده وزير السلطان محمود فقتله الملاحدة سنة ست عشرة وخمس مائة ومدح أبو المحاسن المذكور المقتفي وابنه المستنجد وخدم في الديوان في زمانهما وعاد إلى أصبهان وخدم السلطان داود وتولى الطغراء له ثم تزهد وكتب مليحاً .
توفي سنة سبع وثمانين وخمس مائة بأصبهان .
من شعره : .
يا نسيم الصبا تحمل إليها ... قصةً من أخي جوىً وسهاد .
ناظري كاتبي وهدبي يراعي ... وجنتي كاغذي ودمعي مدادي .
ابن حميدة شارح المقامات محمد بن علي بن أحمد أبو عبد الله النحوي الحلي يعرف بابن حميدة .
نحوي بارع حاذق في الفن بصير به عارف باللغة له شعر شرح أبيات الجمل وشرح اللمع وكتاب التصريف لابن جنيّ وشرح المقامات .
قال الشيخ شمس الدين : هو شاب فيما أظن توفي سنة خمسين وخمس مائة .
قال ابن النجار : له كتاب في الفرق بين الضاد والظاء وكتاب الأدوات . أورد له ابن النجار في تاريخه قول ابن حميدة الحليّ : .
سلام على تلك المعالم والربا ... وأهلاً بأرباب القباب ومرحبا .
وسقياً لربات الحجال ضارجٍ ... ورعياً لأرباب الخدود بيثربا .
أحنّ لذياك الجناب وإن غدا ... ربيبته عن روضتي مجنبا .
وأصبو لربع العامرية كلما ... تذكرت من جرعائها لي ملعبا .
فلا همّ إلا دون همي غدوه ... إذا جرت النكباء أو هبت الصبا .
قلت : هو شعر متوسط . وقال ياقوت : له كتاب الروضة فيها مسائل نحو منثورة .
أبو نصر الفقيه ابن نظام الملك محمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن إسحق الطوسي أبو نصر ابن أبي الحسن ابن الوزير نظام الملك أبي علي من البيت المشهور بالوزارة .
درس الفقه على أسعد الميهني وعلى غيره وبرع وتولى مدرسة والده ثم عزل ثم أعيد إليها وفوض إليه نظر أوقافها وكانت له الحرمة التامة والتاه العريض والقرب من الديوان إلى أن عزل واعتقل بالديوان مديدة ثم حج وعاد إلى بغداد وتوجه إلى دمشق وولي تدريس الزاوية الغربية من الجامع وأقام بها إلى أن توفي سنة إحدى وستين وخمس مائة .
وسمع من أبي المنصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وأبي الوقت عبد الأول السجزي وأبي زرعة . قال ابن النجار : وما أظنه روى لأنه مات شاباً .
الأبري الحنفي محمد بن علي بن نصر الأبري الفقيه الحنفي .
كان حسن المعرفة بالمذهب والخلاف والأصولين ويعرف الكلام على مذهب الاعتزال واستنابه قاضي القضاة عبد الرحمن بن مقبل في عقود الأنكحة والطلاق والديون وكان كيساً متودداً طيب الأخلاق .
قال ابن النجار : ما علمت له رواية . توفي سنة تسع وعشرين وست مائة .
الجاواني الحلوي شارح المقامات محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد ابن حمدان أبو سعيد وأبو عبد الله الجاواني الحلوي العراقي .
قدم بغداد صبياً وتفقه بها على الغزالي والكيا وبرع وتميز وقرأ المقامات على الحريري وكان إماماً مناظراً وشرح المقامات وله كتاب عيون الشعر والفرق بين الراء والغين ولهنظم .
وتوفي سنة إحدى وستين وخمس مائة . أورد له ابن النجار : .
دعاني من ملامكما دعاني ... فداعي الحب للبلوى دعاني .
أجاب له الفؤاد ونوم عيني ... وسارا في الرفاق وودعاني .
وأورد له العماد الكاتب : .
أفديك بالعين الصحيحة فالمريضة لا تساوي .
أني أقيكم بالمحا ... سن لا أقيكم بالمساوي .
ابن الأقساسي محمد بن علي بن حمزة قطب الدين ابو يعلى المعروف بابن الأقساسي .
ولد بالكوفة سنة سبع وتسعين وأربع مائة وتوفي سنة خمس وسبعين وخمس مائة كان نقيب العلويين بالكوفة قدم ببغداد وسمع الحديث ولما مات دفن في الشونيزية .
من شعره : .
ربّ قومٍ في خلائقهم ... غررٌ قد صيروا غررا .
ستر الإثراء عيبهم ... سترى إن زال ما سترا .
ومنه أيضاً : .
وكنت إذا خاصمت خصماً كببته ... على الوجه حتى خاصمتني الدراهم .
فلما تنازعنا الخصام تحكمت ... علي وقالت قم فإنك ظالم