صدر نبيل عالم له النظم والنثر سمع من الصاحب ابن عباد ومن أحمد بن فارس صاحب المجمل في اللغة توفي سنة خمسين وأربع مائة أو ما دونها .
من شعره في أمرد علوي : .
وأزهر من بني الزهراء يرنو ... غلي كما رنا الظبي الكحيل .
نهاني الدين والإسلام عنه ... فليس إلى مقبله سبيل .
إذا أرسلت الحاظي إليه ... نهاني الله عنه والرسول .
ذكرت هنا قول ابن سناء الملك : .
رغبت في الجنة لما بدا ... أنموذج الجنة في شكله .
فصرت من حرصي على شبهه ... في البعث لا ألوي على وصله .
فانظر لما قد جره حسنه ... من توبةٍ تقبح عن مثله .
وكنت قد نظمت في هذا المعنى : .
أذكرتني الولدان عيني لما ... لاح كالبدر حالة الإشراق .
قلت : لي إن أعف عنه كثيرٌ ... مثله في الجنان يوم التلاق .
يا لها من محاسنٍ أعرضت بي ... عن نعيمٍ فانٍ لآخر باق .
ومن شعر ابن حسول : .
تقعد فوقي لأي معنىً ... للفضل للهمة الرئيسه .
إن غلط الدهر فيك يوماً ... فليس في الشرط أن تقيسه .
كنت لنا مسجداً ولكن ... قد صرت من بعد ذا كنيسه .
كم فارسٍ أفضت الليالي ... به إلى أن غدا فريسه .
فلا تفاخر بما تقضى ... كان الخرا مرة هريسه .
أنشد الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد C تعالى هذه الأبيات يوماً والشيخ أثير الدين ابو حيان حاضر وقال : كان الكذا مرة هريسه ما هو الكذا هنا يا أبا حيان ؟ فقال له : ما وصلت في الطاهرية إلى هذا الحد أما أعرف أن الكذا ههنا الخرا .
ومن شعر ابن حسول : .
دخلت على الشيخ مستأنساً ... به وهو في دسته الأرفع .
وقد دخل الناس مثل الجراد ... فمن ساجدين ومن ركع .
فهش ولكن لمردانه ... وقام ولكن على أربع .
وأرسل في كمه مخطة ... بدت لي على صورة الضفدع .
فهوعني ما تأملته ... وزعزع روحي من أضلعي .
وأعرض إعراض مستكبرٍ ... تصدر مثلي ومستبدع .
فأقبلت أضرط من خيفة ... وأفسو على السيد الأروع .
وقمت فجددت فرض الوضوء ... وكنت قعدت وطهري معي .
ورام الخضوع الذي رامه ... أبي مع أبيه فلم أخضع .
وكيف أقبل كف ارمئٍ ... إذا صنع الخير لم يصنع .
فيقبضها عند بذل اللهى ... ويبسطها في الجدا الرضع .
وإنيوإن كنت ممن يهونعليه تكبر مستوضع .
ليعجبني نتف شيب السبال ... وصفع قمحدوة الأصلع .
خرها ولو أنه ابن الفرات ... وحزها ولو أنه الأصمعي ؟ .
حسول الثعالي أبو المنصور وأثنى عليه في التتمة لليتيمة ثناء كثيراً فيطلب هناك .
ومن شعر ابن حسول يهجو بعض المتكبرين عليه : .
دخلت على الشيخ فيمن دخل ... فغربل عصعصه وانتحل .
وأظهر من نخوة الكبريا ... ء ما لم أقدر وما لم أخل .
فقلت له مؤثراً نصحه ... وقد يقبل النصح ممن بخل .
إذا كنت سيدنا سدتنا ... وإن كنت للحال فاذهب فخل .
فقال اغتفر زلتي منعماً ... فإني نغلٌ بزيتٍ وخل .
وكم من وزيرٍ كيرٍ عرا ... ه عند قضاء الحقوق البخل .
أخل بحق دهاة الرجال ... فما زال يصفع حتى أخل .
وقال يداعب ابن الحبان وكان يخضب : .
سني كسن أديب العراق زين الظراف .
ست وستون عاماً ... ما بيننا من خلاف .
لكن شيبي بادٍ ... وشيبه في غلاف .
الصوري محمد بن علي بن محمد بن حباب أبو عبد الله الصوري الشاعر .
كان فصيحاً توفي بطرابلس وقد نيف على السبعين وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وأربع مائة .
ومن شعره : .
صبٌ جفاه حبيبه ... فحلا له تعذيبه .
فالنار تضرم في الجوا ... نح والسقام يذيبه