كان رجلاً فاضلاً له معرفة بالحديث سمع الكثير على مشايخ عصره وأسمع وكتب من كتب الحديث شيئاً كثيراً وكان متقناً محرراً لما يكتبه كتب بخطه صحيح البخاري في ثلاث مجلدات وحررها وقابلها وسمعها على المشايخ وصارت من الأصول المعتمد عليها بعد وفاته وانتقلت إلى علاء الدين ابن غانم C تعالى ووقفها بدار الحديث المعيدية ببعلبك .
وتوفي ناصر الدين المذكور سنة سبع وسبعين وست مائة ودفن بسفح قاسيون .
جمال المواكب محمد بن عروة بن الزبير ضربه فرس فمات وكان بارع الجمال يدعى زين الكواكب أو جمال الكواكب يضرب به المثل في الجمال والحسن .
وكانت وفاته سنة مائة أو ما قبلها .
المنسوب إليه المشهد محمد بن عروة شرف الدين الموصلي المنسوب إليه مشهد عروة في دمشق بالجامع الأموي وإنما نسب إليه لأنه كان مخزناً فيه آلات تتعلق بالجامع فعزله وبيضه وعمل له المحراب والخزانتين ووقف فيها كتباً وجعله دار حديث .
توفي سنة عشرين وست مائة .
شهاب الدين ابن مشرف محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري الدمشقي الشيخ الجليل المسند المعمر شهاب الدين البزاز شيخ الراوية بالدار الأشرفية .
روى الصحيح غير مرة عن ابن الزبيدي وحدث أيضاً عن ابن صباح والناصح وابن المقير ومكرم وابن ماسويه وتفرد في وقته وكان حسن الإصغاء جيد الخط أخذوا عنه ببعلببك ودمشق وطرابلس وأماكن .
وعاش سبعاً وثمانين سنة وتوفي C تعالى سنة سبع وسبع مائة وأظنه أخا نجم الدين أبي بكر ابن أبي العز بن مشرف الكاتب وسيأتي ذكره في حرف الباء .
الأيلي محمد بن عزير الأيلي روى عنه النسائي وابن ماجه قال ابن أبي حاتم : كان صدوقاً قيل أنه تفرد بهذا الحديث : أكثر أهل الجنة البله عن سلامة عن عقيل وله متابع رواه أبو روح عن زاهر عن الكنجروذي عن ابن حمدان عن محمد بن المسيب الأرغياني ثنا محمد بن يزيد بن حليم ثنا محمد بن العلاء الأيلي عن يونس عن الزهري عن أنس عن النبي A قال : أكثر أهل الجنة البله .
توفي سنة سبع وستين ومائتين .
العزيري محمد بن عزير أبو بكر السجستاني مصنف غريب القرآن يقال أنه صنفه في خمس عشرة سنة وهو ابن عزير بزاي أولى وراء ثانية وأكثر الناس يقولونه بزايين . توفي سنة ثلاثين وثلاث مائة أو ما دونها .
وقال الدارقطني بالزاي وكان معصره وأخذا جميعاً عن أبي بكر محمد بن الأنباري ويقال أنه صنف غريبه في خمس عشرة سنة وكان يقرأه على ابن الأنباري وهو يصلح له فيه مواضع .
نفيس الدين الأسكاف الطبيب محمد بن عسكر بن زيد بن محمد طبيب فاضل يعرف بنفيس الدين ابي بكر الدمشقي ابن الأسكاف .
حدث وروى عنه ابن الدمياطي . توفي بالقاهرة سنة ستين وست مائة ولم يذكره ابن أبي اصيبعة .
ابن حيان المغربي محمد بن عطية بن حيان الكاتب قال ابن رشيق : شاعر ذكي متوقد سلس الكلام تطيعه المعاني وينساغ له التشبيه وتحضره البديهة وهو صاحب إبراهيم في كتابة الحضرة ومن أبناء الكتاب وأهل الخدمة قديماً .
قال ابن حيان : .
أقلوا عن مطالبة ازدجاري ... فما أنا في المجانة بالمداري .
إذا اتسع الملام علي فيما ... أحب وأشتهي ضاق اصطباري .
وكيف الصبر عن شمسٍ وغصنٍ ... على حقفٍ ترجرج في الإزار .
أقام عذاره للناس عذري ... وقد أصبحت مخلوع العذار .
فقلبي من غرامي في حريقٍ ... وعيني من دموعي في بحار .
أقول لهم وقد لاموا دعوني ... ومن أهوى وشربي للعقار .
إذا عجل المشيب علي ظلماً ... فإني لست أعجل للوقار .
وقال أيضاً : .
بتنا ندير الراح في شاهقٍ ... ليلاً على نغمة عودين .
والنار في الأرض التي دوننا ... مثل نجوم الأرض في العين .
فيا له من منظرٍ مؤنقٍ ... كأننا بين سمائين .
وقال أيضاً : .
كأنما الفحم والرماد وما ... تفعله النار فيهما لهبا .
شيخٌ من الزنج شاب مفرقه ... عليه درعٌ منسوجةٌ ذهبا .
وقال أيضاً : .
وكأنما الصبح المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا .
نهرٌ تعرض في السماء وحوله ... أشجار وردٍ قد تفتح أبيضا