لولا اعتذارك ما خبا ... ما كان عندي من تلظي .
قلت : ليس للحكم والوعظ في هذا المقام دخول ولا مقام .
شرف السادة محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن ابن الحسين بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب Bه أبو الحسن العلوي الحسيني المعروف بشرف السادة من أهل بلخ صاحب النظم والنثر . قدم بغداد رسولاً من السلطان ألب رسلان إلى الإمام القائم بأمر الله في سنة ست وخمسين وأربع مائة ومدح القائم وحدث عن الفقيه أبي علي الحسن بن أحمد الزاهد روى عنه أبو غالب الذهلي وأبو سعد الزوزني . من شعره : .
يا نظرةً جلبت حتفي مفاجأة ... ما خلت أن حمامي حم في النظر .
لله حاجبه المفدي كيف رمى ... قلب المتيم عن قوسٍ بلا وتر .
ومنه قوله : .
أفدي بروحي من قلبي كوجنته ... بالوصف لا الحكم والأحكام تفترق .
أعجب بحرقة قلبٍ ما له لهبٌ ... ومن تلهب خدٍ ليس يحترق .
وقد أثنى الباخرزي في الدمية على هذا شرف السادة ثناء كثيراً وطول ترجمته وقال من جملة وصفه : سيد السادات وشرفهم وبحر العلماء ومغترفهم وتاج الأشراف العلوية المتفرعين من الجرثومة النبوية تنوس على عالم العلم ذوائبه وتقرطس أهداف الآداب صوائبه ولم يزل له أمام سرير الملك قدم صدق يطلع في سماء الفجر بدره ويوطئ أعناق النجوم قدره وأقل ما يعد من محصوله جمعه من ثمار الأدب وأصوله ووصفه بأنه ينثر فينفث في عقد السحر ويحلق إلى الشعرى إذا أسف إلى الشعر فأما الذي وراءه من العلوم الإلهية التي أجال فيها الأفكار واقتض منها الأبكار فمما لا يحصر ولا يحزر ولا يعد ولا يحد . وأورد له : .
شد النطاق بخصره ... فغدا فريداً في جماله .
يجنى اللجين من الحبا ... ل فكيف رد إلى حباله .
وقوله : .
بدا للعيون كبدر الدجى ... أحيط بخطٍ من الغاليه .
فخطٌ تسنن في ريه ... وخط من الشيع الغاليه .
وقوله : .
بدا بالعتاب وثنى بصد ... ومل فأزرى بعقدٍ عقد .
وعلم أصداغه الفاتنا ... ت ما في مودته من أود .
فطوراً تعطف كالصولجان ... وطوراً تحلق مثل الزرد .
وإن ظمئت من طراد النسيم ... وردن ثنايا له كالبرد .
ولما التقينا على غفلةٍ ... وغاب الرقيب وزال الرصد .
وقد نظمت في أساريره ... لفرط الحياء عقود النجد .
أشار بساحرةٍ للقلوب ... إلي ونافثةٍ في العقد .
وما ضر لو جاد لي بالسلام ... وروح من بعض هذا الكمد .
فقد كنت أرضى بنيل القليل ... ورب غليلٍ شفاه الثمد .
وقوله : .
أشبه الغصن إذ تأود قدا ... وحكى الورد إذ تفتح خدا .
وثنى للوداع في حومة البي ... ن بناناً يكاد يعقد عقدا .
ولقد حاول الكلام فحاشى ... واشييه فأسبل الدمع سردا .
وإذا فاجأ المحب جنود البي ... ن عبى من المدامع جندا .
لست أنسى وإن تقادم عهدٌ ... عهد أحبابنا بنجدٍ ونجدا .
حين غصن الشباب عضٌ ونجم الوصل سعدٌ بحسن إسعاد سعدى .
وغزالاً قد أورث البدر غيظاً ... وجهه الطلق والغزالة حقدا .
ألف الصد والتجنب حتى ... علم الطيف في الكرى أن يصدا .
فسقى عهده العهاد وإن لم ... يقض حقاً له ولم يرع عهدا