ولو أن إنساناً يبلغ لوعتي ... ووجدي وأشجاني إلى ذلك الرشا .
لأسكنته عيني ولم أرضها له ... ولولا لهيب القلب أسكنته الحشا .
أنشدني من لفظه الشيخ أثير الدين قال : أنشدني المذكور لنفسه من أبيات : .
أأحبابنا إن جادت المزن أرضكم ... فما هي إلى من دموعي تمطر .
وإن لاح برق فهو برق أضالعي ... وإن ناح ورق عن أنيني يخبر .
وإن نسمت ريح الصبا وتأرجت ... فمن طيب أنفاسي بكم تتعطر .
وإن رنحت أغصان دجلة فانثنيت ... فعني بإبلاغ النسيم تخبر .
ومن عجب أتي أكتم لوعة ... وأودعها طي الصبا وهي تنشر .
ومنها في المديح : .
على أدهم كالليل يسطو على العدى ... بأبيض هندي به الموت أحمر .
إذا ركعت أسيافه في عداته ... تخر سجوداً والرماح تكبر .
قلت : هو نظم متوسط واستعارة التكبير للرماح استعارة فاسدة .
ابن عبد الرشيد .
الرجائي الواعظ محمد بن عبد الرشيد بن ناصر الرجائي أبو الفضل الواعظ الأصبهاني قال ابن النجار : قدم غير مرة بغداد وحدث بها عن أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي وسمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وتوجه إلى الحد فأدركه أجله بالحلة السيفية سنة ثلث وستين وخمس ماية وكان فقيهاً فاضلاً واعظاً مجوداً صالحاً ديناً ورعاً تقياً زاهداً عابداً وكان له قبول عظيم من أهل بدله وله أصحاب ومريدين حضر وليمة بأصبهان كان فيها الشيخ أبو مسعود كوتاه وجماعة من الأعيان فلما حضر الطعام تناول منه أبو مسعود والجماعة ولم يمد محمد بن عبد الرشيد يده ولم يأكل فقيل له : إن الشيخ أيا مسعود قد أكل وأنت لم تأكل ؟ فقال : إن البحر لا ينجسه شيء والنهر الصغير إذا كان دون القلتين نجسه أدنى النجاسات وهو البحر ونحن دون القلتين ولم يأكل .
حفيد الرجائي محمد بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد بن ناصر الرجائي حفيد المذكور آناً من بيت مشهور بالفضل والزهد والعبادة والعلم والرواية سمع الحديث من أبي العباس أحمد بن ينال التركي وغيره وصحب الصوفية وكان يعظفي الرساتيق وقدم بغداد غير مرة حاجاً وحدث بها بيسير وكان حسن الأخلاق والتودد إلى الناس وفيه سخاء ومروءة وبذل لما في يديه قتل شهيداً على أيدي التتار بأصبخان سنة اثنتين وثلثين وست ماية .
القرطبي الأزدي محمد بن عبد الرؤف بن محمد بن عبد الحميد الزدي أبو عبد الله القرطبي سمع من أحمد بن بشر بن الأغبس وقاسم بن أصبع ونظرايهما وكان كاتباً بليغاً عالماً باللغة والغريب والتواريخ ألف في شعراء الأندلس كتاباً بلغ فيه الغاية وتوفي سنة ثلث وأربعين وثلث ماية .
البراتقيني محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري البراتقيني بالباء الموحدة وبعد الراء ألف بعدها تاء مثناة ثالثة الحروف وقاف بعدها ياء آخر الحروف ونون وبراتقين قصبة من قصبات كردر من أعمال ججانية خوارزم الإمام العلامة شمس الدين أبو الوحدة كان أستاذ الأيمة على الأطلاق برع في المذهب وأصوله توفي سنة اثنتين وأربعين وست ماية .
ابن عبد السلام .
الشريف البزاز محمد بن عبد السلام بن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن يعقوب بن بعد الواحد بن سعيد بن زيد بن وديعة الأنصاري الخزرجي أبو الفضل البزاز سمع أبا عبد الله أحمد بن عبد الله المحاملي والحسن بن أحمد بن شاذان وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ومكى بن علي الحريري وأحمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبا عبد الله نحمد بن علي الصوري وغيرهم وحدث بالكثير روى عنه أبو القسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف ومحمد وأحمد ابنا عبد الباقي وعبد الله بن النرسي وشهدة الكتابة توفي سنة ثمان وتسعين وأربع ماية