المحدث شمس الدين ابن الكمال محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد الإمام المحدث القدوة الصالح شمس الدين بن الكمال المقدسي الحنبلي ابن أخي الحافظ ضياء الدين ولد سنة سبع وماية وسمع من الكندي وابن الحرستاني حضوراً ومن ابن ملاحب والبكري أبي الفتوح وموسى بن عبد القادر والشمس أحمد العطار والشيخ العماد إبراهيم والشيخ الموفق وابن أبي لقمة وابن البن وابن صصارى وزين الأمناء وابن راجح وأحمد بن طاووس وابن الزبيدي وخلق كثير وحدث بالكثير نحو أربعين سنة وتم نصنيف الأحكام الذي جمعه عمه الحافظ الضياء وكان محدثاً فاضلاً نبيهاً حسن التحصيل وافر الديانة كثير العبادة نزهاً عفيفاً مخلصاً روى عنه القاضي تقي الدين ابن سليمان وابن تيمية وابن العطار والمزي وابن مسلم وابن الخباز والبرزالي وولي مشيخة الأشرفية التي بالجبل وغزا غير مرة ودرس بالضيائية وحج مرتين حفر مكاناً بالصالحية لبعض شأنه فوجد جرة مملوءة ذهباً وكان معه زوجته تعينه فطمه وقال لزوجته : هذا فتنة ولهذا مستحقون لعلنا لا نعرفهم فوافقته وطماه وتركاه توفي سنة ثمان وثمانين وست ماية .
كمال الدين ابن البارزي محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله القاضي كمال الدين ابن قاضي حماة نجم الدين ابن البازي الحموي فقيه إمام مدرس ولد سنة إحدى وأربعين وست ماية .
ابن الطيب الأندلسي المقرئ محمد بن عبد الرحيم بن الطيب القيسي الأندلسي الضرير العلامة المقرئ أبو القسم ولد سنة ثلثين أو نحوها وتلا بالسبع على جماعة وسكن سبتة أراده الأمير العزفي أن يقرأ في رمضان السيرة فبقي يدرس كل يوم ميعاداً ويورده فحفظها في الشهر وكان طيب الصوت صاحب فنون يروي عن أبي عبد الله الأزدي أخذ عنه أيمة وتوفي سنة إحدى وسبع ماية .
ابن مسلم الطبيب محمد بن عبد الرحيم بن مسلم كمال الدين الطبيب شيخ قديم عارف بالطب بصير بأصوله ومفرداته درس بالدخوارية وطال عمره وتوفي سنة سبع وثمانين وست ماية .
المسند شرف الدين الحريري محمد بن عبد الرحيم بن عباس ابن أبي الفتح بن النشو القرشي الدمشقي شرف الدين التاجر الحريري ولد سنة إحدى وأربعين بالقاهرة وسمع من ابن رواج ويوسف الساوي وفخر القضاة ابن الجباب وابن الجميزي وجماعة وتفرد مدة بعدة أجزاء روى الكثير وكان تام الشكل حسن الهيئة سافر في التجارة وسمع منه ابن الخباز وابن العطار والقطب الحلبي المزي والبرزالي والواني وولده المحب وابنه وأولاد الشيخ شمس الدين الذهبي وابن خليل توفي سنة عشرين وسبع ماية .
شهاب الدين الباجربقي الشافعي محمد بن عبد الرحيم بن عمر الباجر بقي الجزري الشيخ الزاهد محمد بن المفتي الكبير جمال الدين الشافعي تحول جمال الدين بولديه بعد الثمانين إلى دمشق فسمعا من ابن البخاري وجلس للإفادة والإفتاء ودرس ومات وقد شاخ بعد السبع ماية فتزهد محمد ولده المذكور وحصل له حال وكشف وانقطع فصحبه جماعة من الرذالة وهون لهم أمر الشرايع وأراه مبوارق شيطانية وكان له قوة تأثير فقصده جماعة من الفضلاء وقلدوا الشيخ نصر الدين ابن الوكيل في تعظيمه وكان ممن قصده الشيخ مجد الدين التونسي النحوي شيخ العربية فسلكه على عادته فجاء إليه في اليوم الذي قال له تعود إلي فيه وقال له : ما رأيت ؟ قال : وصلت في سلوكي إلى السماء الرابعة فقال له : هذا مقام موسى بن عمران بلغته في أربعة أيام فرجع الشيخ مجد الدين إلى نفسه وتوجه إلى القاضي وحكى ما جرى وتاب إلى الله وجدد إسلامه فطلب الباجربقي وحكم بإراقة دمه فاختفى وتوجه إلى مصر وانقطع بالجامع الأزهر وتردد إليه جماعة وحكى لي عنه الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن الأكفاني حكايات عجيبة وأموراً غريبة وغيره حكي لي من مادتها أشياء كثيرة ليس للعقل فيها مجال وكان الشيخ صدر الدين يتردد إلهي وهو بدمشق ويجلس بين يديه ويحصل له بهت في وجهه ويضع يده تحت ذقنه ويخلل ذقنه بإصابعه وينشد : .
عجب من عجايب البر والبح ... ر وشكل فرد ونوع غريب