قاضي القضاة جلال الدين القزويني محمد بن عبد الرحمن بن عمر قاضي القضاة العلامة ذو الفنون جلال الدين أو عبد الله القزويني الشافعي مولده بالموصل سنة ست وستين وسكن الروم مع والده وأخيه وولي بها قضاء ناحية وله نحو من عشرين سنة وتفقه وناظر وأشغل بدمشق وتخرج به الأصحاب وناب في قضاء دمشق لأخيه إمام الدين سنة ست وتسعين وأخذ المعقول عن شمس الدين الأيكي وغيره وسمع من الشيخ عز الدين الفاروثي وطايفة وولى خطابة الجامع الأموي مدة وطلبه السلطان وشافهه بقضاء دمشق ووصله بذهب كثيؤ فحكم بدمشق مع الخطاب ثم طلب إلى مصر وولاه السلطان قضاء القضاة بالديار المصرية سنة سبع وعشرين وسبع ماية وعظم شأنه وبلغ من العز والوجاهة ما لا يوصف وحج مع السلطان ورتب له ما يكفيه في سنة اثنتين وثلثين وسبع ماية ووصله بجملة وكان إذا جلس في دار العدل لم يكن لأحد معه كلام ويرمل على يد السلطان في دار العدل ويخرج القصص الكثيرة من يده ويقضي اشغال الناس فيها ووجد أهل الشام به رفقاً كثيراً وتيسرت لهم الأرزاق والرواتب والمناصب بإشارته وكان حسن التقاضي لطيف السفارة لا يكاد يمنع من شيء يسأل فيه وكان فصيحاً حلو العبارة مليح الصورة موطأ الأكناف سمحاً جواداً حليماً جم الفضايل حاد الذهن يراعي قواعد البحث يتوقد ذهنه ذكاء وكان يخطب بجامع القلعة شريكاً لابن القسطلاني ثم إنه نقل إلى قضاء الشام عايداً سنة ثمان وثلثين فتعلل وحصل له طرف فالج ثم أنه توفي في منتصف جمادى الأولى ودفن بمقبرة الصوفية في سنة تسع وثلثين وسبع ماية وشيع جنازته خلق عظيم إلى الغاية وكثر التأسف عليه لما كان فيه من الحلم والمكارم وعدم الشر وعدم مجازاة المسيء إلا بالإحسان وهو ينسب إلى أبي دلف العجلي وكان يحب الأدب ويحاضر به وله فيه ذوق كثير ويستحضر نكته وألف في المعاني والبيان مصنفاً قرأه عليه جماعة بمصر وهو تصنيف حسن سماه تلخيص المفتاح وشرحه وسماه الإيضاح وكان يكتب خطاً حسنا وبالجملة فكان من كملة الزمان وأفراد العصر في مجموعه وكان يعظم الأرجاني الشاعر ويرى أنه من مفاخر العجم واختار شعره وسماه الشذر المرجاني من شعر الأرجاني وأجاز لي سنة ثمان وعشرين وسبع ماية .
ابن فخر الدين البعلبكي محمد بن عبد الرحمن بن يوسف العلامة المفتى المحدث شمس الدين أبو عبد الله بن الشيخ فخر الدين البعلبكي ثم الدمشقي الحنبلي ولد سنة أربع وأربعين وست ماية وتوفي C سنة تسع وتسعين وست ماية وسمع من شيخ الشيوخ الحموي وخطيب مردا وابن عبد الدايم وطلب الحديث وقرأ وعلق ولم يتفرغ لذلك وكان مشغولاً بأصول المذهب وفروعه أفتى ودرس وناظر وكان يبحث مع العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية قال الشيخ شمس الدين : وسمع بقراءتي معجم الشيخ علي بن العطار ولي منه إجازة .
ابن العطار الحموي محمد بن عبد الرحمن أيدمر الفقيه البارع المحدث المناظر المفنن شمس الدين أبو الفضايل الحموي الشافعي ابن العطار ولد سنة عشر وسبع ماية وتفقه بابن قاضي شهبة ثم من بعده بالشيخ برهان الدين وسمع من الحجار ومن جماعة وبحماة من قاضيها شرف الدين وعني بالحديث ومعرفة رجاله وباختلاف العلماء .
شمس الدين ابن الصايغ محمد بن عبد الرحمن بن علي شمس الدين أبو عبد الله ابن الصايغ الحنفي اجتمعت به غير مرة بالديار المصرية بعد حضوره من دمشق وصحبته من حلقة الشيخ أثير الدين قرأ عليه العربية وعلى الشيخ شهاب الدين ابن المرحل وقرأ بالروايات وجود العربية ولم يكن له إلمام بالأدب ولا له نظم فلما اجتمعت به كنت السبب في ميله إلى الأدب وأخذ ينظم قليلاً قليلاً إلى أن مهر وصار في عداد الأدباء والشعراء ومال إلى الأدب ميلاً كلياً وأقبل على النظم وغاص على المعاني وراعى التورية والاستخدام في شعره وفيه عشرة وظرف وعلق عني كثيراً وأنشدني من لفظه لنفسه بالقاهرة سنة سبع وثلثين وسبع ماية : .
قاس الورى وجه حبيبي بالقمر ... لجامع بينهما وهو الخفر .
قلت القياس باطل بفرقه ... وبعد ذا عندي في الوجه نظر .
وأنشدني لنفسه من لفظه : .
عارضني العذال في عارض ... قالوا بلطف بعد ما أطنبوا .
ما آن بالعارض أن تنتهي ... قلت ولا بالشيب لا تتعبوا .
وأنشدني لنفسه من لفظه :