ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي قاضي الكوفة وفقيهها وعالمها ومقرئها في زمانه روى عن الشعبي وعطاء ابن أبي رباح والحكم ونافع وعطية العوفي وعمرو بن مرة وغيرهم ولم يدرك السماع عن أبيه وقرأ عليه حمزة الزيات قال أحمد بن يونس : كان أفقه أهل الدنيا وقال العجلي : كان فقيهاً صدوقاً صاحب سنة جايز الحديث قارئاً عالماً بالقراآت وقال أبو زرعة : ليس هو بأقوى ما يكون وقال أحمد : مضطرب الحديث وقال حفص ابن غياث : من جلالته قرأ القرآن على عشرة شيوخ وكان من أحسب الناس وأحسنهم خطاً ونقطاً للمحصف وأجملهم وأنبلهم قال النسائي وغيره ليس بالقوي وقال الدار قطني : رديء الحفظ كثير الوهم وقال أبو أحمد الحاكم : عامة أحاديثه مقلوبة وقال ابن حنيل : لا يحتج به سيء الحفظ وروى معوية ابن صالح عن ابن معين : ضعيف وكان رزقة على القضاء مايتي درهم وروى عنه الأربعة توفي سنة تسع وأربعين وماية وكان بينه وبين أبي حنيفة Bه وحشة يسيرة وكان يجلس للحكم في مسجد الكوفة فانصرف يوماً من مجلسه وأمر بها فضربت حدين وهي قايمة فبلغ أبا حنيفة فقال : أخطأ القاضي في هذه الواقعة في سنة أشياء في رجوعه إلى مجلسه بعد قيامه ولا ينغبي أ يرجع وفي ضربه الحد في المسجد وقدنهى رسول الله A عن إقامة الحدود في المساجد وفي ضربه المرأة قايمة وإنما تضرب النساء قاعدات كاسيات وفي ضربه إياها حيدن وإنما يجب على القاف إذا قذف جماعة بكلمة واحدة حد واحد ولو وجب أيضاً حدان لا يوالي بينهما يضرب أولاً ثم يترك حتى يبرأ من الأول وفي إقامة الحد عليها بغير طالب فبلغ ذلك محمداً فسير إلي والي الكوفة وقال : ههنا شاب يقال له أبو حنيفة يعارضني في أحكامي ويفتي بخلاف حكمي ويشنع علي بالخطاء فازجره فبعث إليه الوالي ومنعه من الفتيا .
ابن محيض المقرئ واسمه محمد بن عبد الرحمن بن محيض السهمي مقرئ مكة من ابن كثير ولكن قراءته شاذة فيها ما ينكر وسندها غريب وقد اختلف في اسمه على عدة أقوال قرأ على مجاهد وسعيد بن جبير ودرباس مولى ابن عباس وحدث عن أبيه وصفية بنت شيبة ومحمد بن قيس بن مخرمة وعطاء وغيرهم قال ابن مجاهد : كان عالماً بالعربية وله اختيار لم يتابع فيه أصحابه روى عنه مسلم والترمذي والنسائي توفي سنة ثلث عشرة وماية .
ابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب أبو الحارث المدني الإمام أحد الأعلام ورى عن عكرمة وشعبة ولى ابن عباس وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد بن أبي أسيد وسعيد المقبري وصالح مولى التؤمة والزهري وخاله الحارث بن عبد الرحمن القرشي ومسلم بن جندب والقسم ابن العباس ومحمد بن قيس وخلق سواهم قال أحمد بن حنبل : كان يشبه بسعيد بن المسيب فقيل له : خلف مثله ؟ قال : لا وكان أفضل من مالك إلا أن مالكاً أشد تنقية للرجال قال الواقدي : مولده سنة ثمانين ورمي بالقدر وكان يحفظ حديثه ولم يكن له كتاب وقال أحمد بن حنبل : بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال : يستتاب مالك فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد وهو أورع وأقول للحق من مالك مات بالكوفة بعد منصرفه من بغداد وأجزل له المهدي الصلة وروى عنه الجماعة وكانت وفاته سنة تسع وخمسين وماية .
قاضي مكة الأوقص محمد بن عبد الرحمن بن هشام أبو خالد القاضي المكي الأوقص ولي قضاء مكة وكان قصيراً دميما جداً وعنقه داخلاً في بدنه ومنكباه خارجان كأنهما رحيان وكان الخصم إذا جلس بين يديه لا يزال يرعد إلى أن يقوم سمعته امرأة يوماً وهو يقول : اللهم أعتق رقبتي من النار فقالت : وأي رقبة لك ؟ قالت له أمه : إنك خلقت خلقة لا تصلح معها لمعاشرة الفتيان فعليك بالدين والعلم فإنهما يتممان النقايص ويرفعان الخسايس قال : فنفعني الله بما قالت وتعلمت العلم حتى وليت القضاء أسند عن خالد بن سلمة المخزومي وغيره وروى عنه معن بن علي وغيره توفي سنة تسع وستين وماية .
الطفاوي محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وثقة غير واحد وقال أبو زرعة : منكر الحديث روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وتوفي سنة سبع وثمانين وماية