فأجازهم وأحسن إليهم وتوفي هو الخيزران في يوم واحد سنة ثلث وسبعين وماية أصابوا له من المال ستين ألف ألف درهم وقال الصولي : أن الرشيد فض ما خلفه محمد بن سليمان وكان ثلثه آلاف ألف دينار وكان ماية ألف دابة ما بين فرس وبغل وحمار وجمل وذلك خارجا عن الجواهر والضياع ولما جاء المبلغ المذكور في السفن أمر به الرشيد ففرق على الندماء والمغنين ولم يدخل منه إلى بيت ماله شيئاً وخرج له الخطيب حديثاً : قال محمد بن سليمان حدثني أبي عن جده الأكبر يعني عبد الله بن عباس عن النبي A أنه قال : امسح على رأس اليتيم هكذا إلى قدم رأسه ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه . ووقفت جارية من جواريه على قبره وقالت : .
أمسى التراب لمن هويت مبيتاً ... إلق التراب وقل له حييتا .
أنا نحبك يا تراب وما بنا ... إلا كرامة من عليه حثيتا .
المعمر لوين محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير أبو جعفر الأسدي الكوفي ويعرف بلوين خرج من الكوفة طالب الثغر فسكن المصيصة مرابطا بها سمع مالكا وغيره وروى عنه عبد الله بن الإمام أحمد وغيره وكان ثقة وعاش ماية وثلث عشرة سنة وتوفي بالمصيصة وقيل بأذنه سنة سبع وأربعين وماتين وقيل سنة خمس وأربعين .
محمد بن سليمان الأصبهاني روى له الترمذي والنسائي ابن ماجة وقال أبو حاتم : لا يحتج به وقال ابن عدي : هو قليل الحديث اخطأ في غير شيء توفي سنة إحدى وثمانين وماية .
الحناط محمد بن سليمان أبو عبد الله ابن الحناظ الرعيني الأديب شاعر الأندلسي كان ينادي أبا عامر بن شهيد توفي بعد العشرين والأربع ماية ومن شعره .
محمد بن سليمان بن محمود أبو سالم الحراني الظاهري دخل الأندلس في تجارة وكان ذكياً عالماً شاعراً متفنناً قرأ القرآن على أبي أحمد السامري وكان يعتقد مذهب داود الظاهري توفي سنة ثلث وعشرين وأربع ماية .
الصعلوكي الشافعي محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هرون الإمام أبو سهل الشافعي العلجلي الصعلوكي النيسابوري الفقيه الأديب اللغوي المتكلم المفسر النحوي الشاعر المفتي الصوفي حبر زمانه وبقية أقرانه قاله الحاكم ولد سنة ست وتسعين وماتين سمع الحديث واختلف إلى أبي بكر بن خزيمة وغيره وناظر وبرع قال الصاحب : ما رأينا مثل أبي سهل ولا رأى مثل نفسه وعنه أخذ أبو الطيب وفقهاء نيسابور وهو صاحب وجه ومن غرايبه إذا نوى غسل الجنابة والجمعة لا يجزئه لأحدهما وقال بوجوب النية لازالة النجاسة ونقل الماوردي الإجماع هو والبغوي أنها لا تشترط وصحب الشبلي وأبا علي الثقفي والمرتعش وله كلام حسن في التصوف سئل عن التصوف فقال : الأعراض عن الاعتراض ومن شعره : .
أنام على سهو وتبكي الحمايم ... وليس لها جرم ومني الجرايم .
كذبت وبيت الله لو كنت عاقلاً ... لما سبقتني بالبكاء الحمايم .
توفي في ذي القعدة سنة تسع وستين وثلث ماية البعلبكي محمد بن سليمان بن أحمد أبو طاهر البعلبكي المؤدب سكن صيدا وقرأ القرآن على هرون الأخفش وروى عنه أبو عبد الله ابن مندة وغيره وكان ثقة توفي سنة ستين وثلث ماية .
ابن قنلمش الحاجب محمد بن سليمان بن قتلمش بن تركانشاه أبو منصور السمرقندي ولد سنة ثلث وأربعين وخمس ماية وبرع في الأدب وولى حجب الباب للخليفة وتوفي سنة عشرين وست ماية ودفن في الشونيزية ومن شعره : .
سئمت تكاليف هذى الحياة ... وكر الصباح بها والمساء .
وقد صرت كالطفل في عقله ... قليل الصواب كثير الهراء .
أنام إذا كنت في مجلس ... واسهر عند دخول الغناء .
وقصر خطوي قيد المشيب ... وطال على ما عناني عنائي .
وما جر ذلك غير البقاء ... فكيف ترى سوء فعل البقاء .
ومنه قوله : .
تقول خليلتي لما رأتني ... وقد ازمعت عن وطني غدوا .
أقم واطلب مرامك من صديق ... فقلت لها يصير إذاً عدوا .
ومن شعر أبي منصور محمد بن سليمان قوله : .
لا والذي سخر قلبي لها ... عبداً كما سخر لي قلبها .
ما فرحي في حبها غير أن ... تبيح لي عن هجرها قلبها .
ومنه : .
ومهفهف غض الشباب انيقه ... كالبدر غصنى الشباب وريقه