واصل بن عطاءٍ أبو حذيفةَ البصري الغزّال لأنه كان يدور في سوق الغّزل ليتصدَّق على النساء اللواتي يبعن الغزل مولى بني مخزوم وقيل مولى بني ضَبّة هو رأس المعتزلة وكبيرهم ورئيسهم وأوّلهم كان تلميذَ الحسن البصري يقرأ عليه العلومَ فدخل رجل على الحسن وقال له : قد ظهر في زماننا جَماعة يكفّرون أصحابَ الكبائر والكبيرة عندهم كفرٌ وهم وعيديَّة الخوارج وجماعةٌ يرجئون أصحابَ الكبيرة ويقولون : الكبيرة عندهم لا تضرّ الإيمان وإنه لا يضرّ مع الإيمان معصية كما لا ينفَع مع الكفر طاعةٌ ففّكر الحسن في ذلك فقال واصل قبل أن يُجيب الحسن بشيء : أنا أقول إن صاحب الكبيرة لا مؤمنٌ ولا كافرٌ ثم قام واعتزل إلى أسطوانة المسجد يقرر جوابَه على جماعة من أصحاب الحسن فقال الحسن : اعتزل واصل عنّا فسمُّوا معتزلةً من ذلك الوقت بهذا السبب وكان سبب سؤال السائل ذلك للحسن البصري أنه لم يكن في زمن النبي A خوض في هذه المسائل ولا في صدر الإسلام وإنما حدث ذلك في أواخر عصر متأخِّري الصحابة Bهم وأول حدوثه في مسألة القدر وفي الاستطاعة من معبد الجُهنَي وغيلان الدمشقي والجَعد بن درهم وتبرّأ منهم متأخَروا الصحابة عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبو هريرة وتواصَوا وأوصَوا أخلافهم أن لا يسلموا عليهم ولا يصلّوا على جنائزهم ولا يعودوا مَرضاهم وإنما حملهم على ذلك ما صحّ عن رسول الله A من ذّم القدرية وقد أجمع المعتزلة على أن الله تعالى قديمٌ والقِدَم أخصُّ وصف ذاته واتفقوا على أن التحسين والتقبيح يجب معرفتهما بالعقل وأن شكر المنعم واجب عقلاً واختلفوا في الامامة والقول فيها أيضاً واختياراً هذا ما اتفقوا على نفي الصفات القديمة عنه أصلاً فقالوا : الباري تعالى عالمٌ لذاته لا بعلمٍ زائد على ذاته قادرٌ لذاته لا بقدرة زائدة على ذاته حيّ لذاته لا بحياةٍ زائدة على ذاته مريدٌ لذاته لا بإدارة على ذاته وكذلك قالوا في باقي الصفات من السمع والبصر وغيرهما قالوا لأنّ هذه الصفات لو شاركته في القِدم الذي هو أخصُّ وصفِ ذاته لشاركته في الإلهية واتفقوا على أن كلامه محدث مخلوق بحرفٍ وصوت واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة واتفقوا على أن العبدَ خالقٌ لأفعاله خيرَها وشرِّها غير مخلوقة لله تعالى واتفقوا على أنه تعالى منزَّهٌ عن أن يضاف إليه الشرّ لأنه لو خلق الظلم لكان ظالماً كما أنه لو خلق العدل لكان عادلاً واتفقوا على وجوب رِعاية مصالح العباد على الله تعالى ولهم خلافٌ في الأصلح واللطف واتفقوا على أن المؤمن إذا مات عن توبةٍ استحقّ الثواب والعِوَض وإذا مات عن كبيرة ارتكبها استحقّ الخلود في النار لكن يكون عقابه أخفّ من عقاب الكفار . وسمَّوا هذا النمط وعداً ووعيداً فلهذا يسمَّون الوعيدية أيضاً واتفقوا عليه من المسائل في أصول الديانات واختلفوا في مسائل فيما بينهم . وهم عشرون فرقةً كلّ فرقة تكفّر الأخرى . فالأُولى الواصليّة نسبةً إلى واصل بن عطاء هذا والثانية العَمرية أصحاب عمروبن عُبيد وقد تقدم ذكره في حرف العين والثالثة الهُذيلية أصحاب أبي الهُذيل محمد بن عبد الله وقد تقدم ذكره في المحمدين والرابعة النظاميّة اصحاب إبراهيم بن سيّار وقد تقدم ذكره في الاباره والخامسة الأسوارية أصحاب الأسواري صاحب النظام وقد تقدم في حرف الهمزة السادسة الإسكافية أصحاب أبي جعفر الإسكاف وقد تقدم في حرف الجيم السابعة الجعفريّة : أصحاب جعفر بن مبشر وجعفر بن حَربٍ وقد تقدم في حرف الجيم الثامنة البشرّية أصحاب بشر بن المعتمر وقد تقدم في حَرف الباء التاسعة المعمرية أصحاب معمر بن عباد وقد تقدم في حرف الميم العاشرة أصحاب أبي عيسى بن صبح الملقب بالمرداز وقد تقدم في حرف العين الحادية عشر الثماميّة أصحاب ثمامة بن أشرس وقد تقدم في حرف الثاء الثانية عشر أصحاب هشام بن عمرٍو الفوطي وقد تقدم في حرف الهاء الثالثة عشر الجاحظية أصحاب عمرو بن بحر الجاحِظ وقد تقدم ذكره في حرف العين الرابعة عشر الخيّاطية أصحاب أبي الحسن الخياط وقد تقدم ذكره في حرف الحاء الخامسة عشر أصحاب أبي القاسم الكعبي وقد تقدم ذكره في حرف القاف السادسة عشر الصالحية اصحاب الصالحي السابعة عشر أصحاب