هشام بن عُروة بن الزُبير بن العوام المَدني أبو المنذرأحد الأئمة الأعلام روى عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه وأخوَيه وغيرهم قال ابن سعد : كان ثبتاً ثقةً كثير الحديث حجّة وقال ابو حاتم : ثقة إمامٌ في الحديث وقال عبد الرحمن بن خِراش : بلغني أن مالكاً نقَم على هشام بن عروة حديثَه لأهل العراق ورأى جابر بن عبد الله الأنصاري وأنس بن مالك وسهل بن سعد وقيل : إنه رأى ابن عمر ولم يسمع منه وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسفيان الثوري ومالك بن أنس وأيوب السختياني وابن جُريح وعبيد الله بن عمر والليث بن سعد وسفيان بن عُيَينة ويحيى بن سعيد القطان ووكيعٌ وغيرهم وقدم الكوفة أيام المنصور وسمع منه الكوفيّون ورُوي أنه دخل على المنصور فقال : يا أمير المؤمنين اقضِ عني دَيني فقال : وكم دَينك ؟ فقال : مائة ألف فقال : وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دَيناً مائة ألفٍ ليس عندك قضاؤها ؟ فقال يا أمير المؤمنين شبَّ فتيانٌ من قومنا فأحببتُ أن ابوِّئهم وخشيتُ أن يُنشَر عليّ من أمرهم ما أكرهه فبوّاتُهم واتخذت لهم منازل وأولمتُ عنهم ثقةً بالله وبأمير المؤمنين قال : فردّد عليه مائةَ ألفٍ مائةَ ألفٍ استعظاماً لها ثم قال : قد امرنا لك بعشرة آلاف درهم فقال : يا أمير المؤمنين أعطني ما أعطيتَ وأنت طيّب النفس فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله A أنه قال : من أعطى عطيَّةً وهو بها طيّب النفس بُورِكَ للمُعطى والمُعطى له قال : فإني بها طيّب النفس وأهوى إلى يد المنصور فقبلها بفمه فمنعه وقال : يا ابن عُروة إنا نُكرِمُك عنها ونكرِمها عن غيرك ودخل يوماً على المنصور فقال له : يا أبا المنذر تّذكُر يوماً دخلتُ عليك أنا و إخوتي الخلائف وأنت تشرب تسويقاً بقصبة يَراعٍ فلما خرجنا من عندك قال لنا أبونا : اعرفوا لهذا الشيخ حقَّهُ فإنه لا يزال في قومكم بقيةٌ ما بقي قال لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين فلما خرج من عنده قيل له : يُذكرِّك أمير المؤمنين ما تَمُتُّ به إليه فتقول لا أذكُره فقال : لم أكن ذاكراً ذلك ولم يُعوّدني الله في الصِّدق إلاّ خيراً ومولده سنة إحدى وستين للهجرة وتوفي سنة ست وأربعين ومائة وقيل سنة خمس وقيل سنة سبع وصلّى عليه المنصور .
السِّيرافي .
هشام بن علي السِّيرافي روى عنه أحمد بن عُبيد الصَّفار وفاروق الخطابي وغيرهما وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين ومائتين .
أبو الوليد المقرىء .
هشام بن عمار بن نُصير بن أبان بن مَيسَرة السُّلمي الظَّفَري القارىء أبو الوليد أخذ القراءة عن عبد الله بن عامر اليَحصُبي وتوفي سنة خمسٍ وأربعين ومائتين وقيل سنة ست وله تسعٌ وثمانون سنة كان خطيب جامع دمشق يخطُب ويصلّي بهم يوم الجمعة فقط روى عنه جُلة العلماء وحدّث أبو عُبيد بالقراءة قبل وفاة هشام بنحوٍ من أربعين سنة وكان أهل الشام مع جلالة قدر هشام وديانته وورَعِه يُفضِّلون عليه عبد الله بن ذكوانَ وهشام أسنُّ منه وأكثرَ حديثاً وتصنيفاً وعُمِّر حتى لحق وفاة ابن ذكوان وعاش بعده ثلاث سنين وجاء إليه رجل فقال هشام : ممن أنت ؟ فقال من بني لازبٍ فقال أبو علي الأهوازي : إنّما نسبه إلى قول اللع D " من طينٍ لازبٍ " فضحك هشام وكان هشام مقرىء دمشق ومُفتيها ومحدثها وروى عنه البخاري وابو داود والنسائي وابن ماجة وروى الترمذي عن رجل عنه وبَقيّ بن مَخلدٍ ومحمد بن سعدٍ كاتب الواقدي وقال الدار قُطني : صدوق كبيرُ المحلّ وكان فصيحاً مُفوَّهاً بليغاً .
الصحابي .
هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيبٍ قال ابن عبد البرّ : لا أعرفه بأكثرَ من أنه معدودٌ عندهم في المؤلَّفةِ قلوبُهم ومَن عدّ هذا ومثله بلغ بهم أربعين رجلاً .
رأس الهشاميّة المعتزلة