هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن إبراهيم بن الحُصين ينتهي إلى عَدنان أبو القاسم بن أبي عبد الله الكاتب أسمعه والده في صباه " مُسند " أحمد بن حنبل من أبي علي بن المُذهِب و " فوائد " أبي بكرٍ الشافعي من أبي طالب بن غيلان وأخبار اليَشكُري من الأمير أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر وتفرّد برواية ذلك عنهم وسمع أيضاً من أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وعمَّر وقصده الطلاّب من الأقطار وصارت الرحلة إليه وألحَقَ الأبناء والأحفاد بالأجداد وسمع منه الحفاظ والكبار من سائر البلاد وروَوا عنه في حياته ومات منهم جماعة قبله وروى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي وابو الفضل بن ناصرٍ وابو المعمر الأنصاري وأبو محمد ابن الخشاب وروى عنه أبو الفرج ابن الجوزي وغيره ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وتوفي يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة وهو آخر من روى ببغداد عن ابن غيلان وابن المُذهب وحسن الأمير والتنوخي .
ابن الزانكي الطبّال .
هبة الله بن محمد بن أبي العزّ بن عبد الباقي بن علي أبو المظفّر الطبّال المعروف بابن الزانكي البغدادي شدا في صباه طرفاً من الفقه وسمع من أبي بكرٍ محمد بن الباقي الأنصاري وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البّناء وغيرهما وكان شيخاً مطبوعاً كيّساً دَمِثاً حدّث باليسير وله شعر وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ومن شعره : .
ما في ادّكارك وادي البان والآس ... ولا البُكاء على الأطلال من باسِ .
إن حدَّثَتكُم بسُلواني ظنونكُمُ ... فاستغفروا الله واستَحيُوا من الناس .
ما كنتُ للوُدّ مَذَّاقاً ولا كَلِفاً ... بالمُلهِيات ولا للعهد بالناسي .
وكيف أنسى وفي قلبي لكم وَطَنٌ ... دانِ المحل وأنتم فيه جُلاّسي .
إن عَزَّني قَدَرٌ عنكم فلي وزرٌ ... بالصبر أحمله عُنفاً على رأسي .
ابن الغريق .
هبة الله بن محمد بن علي بن محمد بن عُبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي ابو الحسن بن القاضي أبي الحسين المعروف بابن الغريق البغدادي كان والده يُعرف براهب بني العبّاس لزهده وحسن طريقته وقد حدث بالكثير وكان خطيباً قاضياً من الأعيان وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وأمّا ولده هذا أبو الحسن فولي لما بيد أبيه من القضاء بمدينة المنصور والخطابة بجامع القصر وكان فصيحاً مليحَ الإيراد وسمع من أبي بكرٍ أحمد بن محمد بن غالب البرقاني والحسن بن احمد بن شاذان والحسين بن محمد الخلال وغيرهم وحدّث باليسير توفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة في مكان قد جرت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة فقتِل بينهم جماعة وأصاب ابن الغريق سَهمٌ فقتله .
السمساني الكاتب المزوِّق .
هبة الله بن محمد بن علي بن عبد الغفار أبو القاسم السَمسانيّ المذهِّب البغدادي سمع الحسن بن أحمد بن شاذان وحدّث باليسير كان يكتب المصاحف ويُذّهِّبها وكان طَبَقَةً في الإذهاب وتمثيل الأشكال ولم يلحق خطّه بخطّ أبيه ولا جدّه وكان من ذوي الهيئات النبلاء توفي فجأة سنة اثنتين وثمانين واربعمائة .
الوزير أبو المعالي الكرماني ابن المطلب .
هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المطَّلِب الكِرماني أبو المعالي ابن أبي سعد الكاتب كان كاتباً مجيداً حاسباً سديداً تفرّد في زمانه بكتابة الحساب وتدبير الضياع ولي ديوان الزمام في أيام المستظهر وقلّده الوزارة سنة خمسمائة فأقام وزيراً سنتين وأربعة عشر يوماً وعزل وكان قد تفقه للشافعي وسمع من محمد بن علي بن المهتدي وعبد الصمد بن علي بن المأمون واحمد بن محمد بن النقور وغيرهم وكان يحفظ السير والتواريخ وكان كثير الصدقة والمعروف حدّث باليسير قال : رأيت في المنام قائلاً يقول : .
إذا كان للهِ البقاءُ وكلُّنا ... يصير إلى موتٍ فماذا التنافسُ .
وكان قد زوَج ابنتَه بأبي علي بن صدقة وتوفي أبو المعالي سنة ثلاث وخمسمائة .
أبو دُلَف الحنبلي