وما زِلت حتى فرّق الصبحُ بَينَنا ... فكان زوالُ الشمس للصبح لا الظُّهر .
وقال : .
أحِلَّ الخمرُ بعدَكمُ ... لأشرَبَ غَيرَ مكتَرِث .
فَنارُ القلب بعدَكُمُ ... تُصيِّرها على الثُلث .
وقال : .
رأيتُ العاشقين ولستُ منهم ... وآخِرُهم شقاءٌ لا سَعاده .
وعشّاقُ العثلوق إلى بغاءِ ... وعشّاق القِحاب إلى قِياده .
وقال : .
ألا إنّ شُرابَ المُدام هُمُ الناسُ ... وغيرهم فيهم جُنونٌ ووسواسُ .
فيا ليتَ أني مِثل كِسرَى مصوَّرٌ ... فليس يزال الدهر في فمه كاس .
وقال : .
إن عِشقَ الاحراج للقلب جُرحَة ... ليس فيه ملحٌ ولا هو مُلحه .
آيُّ كُسٍّ يكون في ضِيقِ حُجرٍ ... واسعٍ أو يكون في قَدرِ فَقحه .
وقال : .
وربَّ عِلقٍ قال لِي مرّةً ... يا هاجِري ظُلماً ولم أهجُرِ .
معتَزِ لي صِرتَ فقلتُ اتَّئِد ... واعتُبْ على مَبعدك الأَشعرِي .
وقال : .
في خَرقها أَلفُ خِرقَه ... وشَقها ألفُ شُقَّه .
وألف ألف كساءٍ ... فيه وما سدّ خَرقه .
أَدخلتُ أَيري فيها ... فضاع بين الأَزِقَّه .
وحار إذ ارشدتهُ إلى الطريق بزَعقه .
وتلك ضَرطةُ استٍ ... تُدعى مجازا بحبقه .
فانسلّ منها بِرعبٍ ... وقد طيلسته بِخِرقه .
مع بردها ظَلّ أيري ... بين إلتهابٍ وحُرقه .
مما تحَشت بثومٍ ... وزَنجَبيل ودُقَّه .
مِما تَغَنَّيتُ منها ... لي بَصقَةٌ بعد بَصقه .
كم بهرةٍ ليَ منها ... والسِّتُ مَع ذاكَ حُرقه .
ومن موشحاته : .
يريك إذ تلفّت طرف شادن سقيما وعما عنه تبتسِم المعادن نظيما .
يراه الله من حُسنٍ وطِيب ... حبيبٌ كلّ ما فيه حبيبي .
أعاد شبيبتي بعد المَشيب ... وأمسى مُسقِمي وغدا طبيبي .
وخيم في ضمير القلب ساكن مقيما ولم تزِل القلوب له مَوطِن قديما .
جفتني كل لايمة ولايم ... عليه لأنّ عُذري فيه قايم .
ويومٍ ممايس العِطفَين ناعم ... نعَمتُ به وأَنفُ الدهر راغِم .
بغصنٍ أجتَنى منه ولكِنْ نعيما ويُحَيِّيني بهاتيك المحاسن نديما .
يذكرني المدام فأشتهيها ... واشربها فتشكرني بديها .
كأَن حبيبَ قَلبي كان فيها ... تجعلُني رشيداً لا سفيها .
تحرك من شايليَ السواكن كريما وتُحيِي من مَسرّاتي الدفائن رميما .
يطوف بها عليَّ أغَنُّ أحوى ... يراه الصَّبّ عطشانا فيروى .
ومَن جحد الهوى كِبراً وزِهوَا ... فإني والهَوَى قَسَماً لأهوَى .
غَزالاً فاترَ الأجفانِ فاتن وسيما عليه رَونَقٌ للحسن باين وسيما .
يجرِّد طرفَه وهو المشيح ... سكاكينا تُبيح وتسبيح .
لها في كل جاريةٍ جروح ... فكم جرحت وأنشده الجريح .
أيا من لم تَدَعْ منه السكائِن سليما متى تغدو بعُشاقٍ مساكن رحيما .
ومن ذلك : .
الراحُ في الزُجاجة أعارها خدُّ النديم حُمرَةَ الوَردِ .
واستوهبَت نسيمَه فهيَّجت نَشرَ العَبير مع شذا النِّدِ .
يا همت بالحُمَيا ... إلا وقد سَقَتني .
مليحة المُحّيَّا ... مليحة التثني .
والحُسن قد تَهَيا ... فيها بلا تَأنِّ .
أذكى بها سِراجَهرأيتُ في الليل البهيمشُعلَة الزندِ .
لَو أنَّها عليمةتاهت على البدر المنيروهو في السَعدِ .
إنّ التي أُلامُ ... فيها على غِرامي .
لِقدِّها قوام ... كالغصن في القَوام .
لثغرها نظام ... كالعِقد في النظام .
لريقها مُجاجةكالمِسك في طيب الشميمجَنَى الشُهد .
وعينُها السقيمةوسنانةٌ من الفتورلا مِن السُّهد .
تزيد في بَلائي ... والنفس تشتهيها .
ولا أرى دَوائي ... إلاّ برِيق فيها .
قالت لأصدقائي ... وقد ضَنِيتُ فيها