البورقي محمد بن سعيد بن محمد أبو عبد الله البورقي قدم بغداد وحدث بها وروى عنه أبو بكر الشافعي وغيره وقد تكلموا فيه قال الخطيب : هو الذي وضع على النبي A : سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي ويكون فيهم رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من إبليس قال أبو عبد الله الحاكم : حدث بنصف الحديث الذي يتعلق بأبي حنيفة بخراسان ثم زاد فيه بالعراق ذكر الشافعي وقال الحاكم أيضا وضع البورقي على الثقات من المناكير مالاً يحصى وكانت وفاته بمرو سنة ثماني عشرة وثلث ماية وروى الحديث المذكور عن شيخ عن الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أسلم عن أبي هريرة رفعه يكون في أمتي الحديث .
الحربي محمد بن سعيد أبو بكر الحربي الزاهد كان صالحاً عابداً ثقة قال : دفعت الشهوات حتى صارت شهوتي في المدافعة توفي ببغداد سنة إحدى وخمسين وثلث ماية .
النوقاني محمد بن سعيد بن محمد بن فروخ أبو سعيد النوقاني الطوسي فاضل عالم مكثر من الحديث توفي سنة سبع وسبعين أربع ماية .
البلخي الضرير محمد بن سعيد البلخي أبو بكر الضرير قال : .
نأى عني لنأيكم الرقاد ... وحالفني التذكر والسهاد .
علام صددت يا تفديك نفسي ... ولج بك التجنب والبعاد .
ولو لم أحي نفسي بالأماني ... وبالتعليل لا نصدع الفؤاد .
ابن شرف القيرواني محمد بن أبي سعيد بن أحمد بن شرف القيرواني أبو عبد الله الجذامي أحد فحول شعراء الغرب كان أعور وله تصانيف منها أبكار الأفكار وهو كتاب حسن في الأدب يشتمل على نظم ونثر من كلامه قيل أن شرف اسم أم أحمد فعلى هذا لا ينصرف وقيل اسم أبيه فينصرف وروى ابن شرف عن أبي الحسن القابسي وتوفي سنة ستين وأربع ماية أو فيما قبلها وكانت بينه وبين ابن رشيق مهاجاة وعداوة جرى الزمان بعادتها بين المتعاصرين ولابن رشيق فيه عدة رسايل يهجوه فيها ويذكر أغلاطه وقبايجه منها رسالة ساجور الكلب ورسالة قطع الأنفاس ورسالة نجح الطلب ورسالة رفع الأشكال ودفع المحال وكتاب نسخ الملح وفسخ اللمح وأنشد في بعضها : .
بنو شرف شرف أمكم ... ليست أباكم فلا تكذب .
ولكنها التقطت شيخكم ... فأثبت في ذلك المنصب .
أبينوا لنا أمكم أولاً ... ونحن نسامحكم بالأب .
قال ابن شرف المذكور وهو تشبيه متمكن : .
كأنما حمامنا فقحة ... النتن والظلمة والضيق .
كأنني في وسطها فيشة ... ألوطها والعرق الريق .
فبلغ ذلك ابن رشيق فقال مجيزا : .
وأنت أيضاً أعور أصلع ... فصادف التشبيه تحقيق .
وهذا في غاية الحسن من عجيب الاتفاق وقال ابن رشيق في حقه في الأنموذج : لقد شهدته مرات يكتب القصيدة في غر مسودة كأنه يحفظها ثم يقوم فينشدها وأما المقطعات فما أحصى ما يصنع منها كل يوم بحضرتي صاحياً كان أو سكران ثم يأتي بعد ذلك أكثرها مخترعاً بديعاً انتهى كلام ابن رشيق ومن شعر ابن شرف قوله من أبيات : .
ولقد نعمت بليلة جمد الحيا ... بالأرض فيها والسماء تذوب .
جمع العشائين المصلي وانزوى ... فيها الرقيب كأنه مرقوب .
والكأس كاسية القميص كأنها ... لوناً وقدراً معصم مخضوب .
هي وردة في خده وبكأسها ... تحت القناني عسجد مصبوب .
مني إليه ومن يديه إلى يدي ... فالشمس تطلع بيننا وتغيب .
ما وقفت على أتم من هذا المعنى ولا أرشق من هذا اللفظ وهو عندي أحسن وأكمل من قول أبي نواس حيث قال : .
طالعات من السقاة علينا ... فإذا ما غربن يغربن فينا .
ومن قول مسلم بن الوليد : .
ينحسر الليل عن دجاه ... وتطلع الشمس في الصواني .
ومما سار له وطار وملأ الأقطار قوله : .
جاور علياً لا تحفل بحادثة ... إذا ادرعت فلا تسأل فلا تسأل عن الأسل .
فالماجد السيد الحر الكريم له ... كالنعت والعطف والتوكيد والبدل .
سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد ... ملء المسامع والأفواه والمقل