والما في المجارِي مَخزونْ ... والأنبُوب معوَّجْ تالِف .
وتابوت على فسيَّه .
قلتو مُت بالكُليّه .
خذوا من نَصِير الدِّيَّه ... وإلاَّ انثنينا نَتنَاصِف .
وكتب النصير إلى السِّراج : .
أهوَى رَشاً في مُهجتي مَرتَعُهُ ... أَفديه رَبيبْ .
لا بل قمراً في ناظري مَطلَعُه ... لم يَدرِ مَغِيبْ .
حِقفٌ وهِلالٌ وغزالٌ وغُصنٌ ... إن قام وإن رنا وإن لاح وإن .
والمؤمنُ كِّيسٌ كما قيل فَطِنٌ ... قلبي أبداً إلى مُحيّاه يَحِنّ .
ما أبعدّهُ وفي الحشا موضِعُهُ ... نا ئي وقريب .
قد راق به شعري لمن يسمعه ... إذ كان حبيب .
يا خَجلةَ غُصنِ البان لمّا خطرا ... يا حَيرةَ بَدرِ التمّ لما سَفَرَا .
يا غَيرةَ ظبي الرمل لمّا نظرا ... يا رُخص عوالي فتيق المسكِ لما نثَرا .
من لؤلؤِ نَثرِه لمن يجمَعُهُ ... زاهٍ ورطيبْ .
ما أسعَدَ ما أعيَى في تَصَنُّعِهِ ... عقدا لتريبْ .
دَعني فحديثُ العِشقِ إفك وَمِرا ... عندي إفك الزمان والحقَّ أرا .
مَدحي لسِراجِ الدين نورُ الشعرا ... والكاتب عند الأُمرا والوزرا .
كم فيه فضيلةٌ غَدت تَرفعُهُ ... عَن قَدرِ أَديبْ .
الله بما قد حازه ينفعُهُ ... والله مُجيب .
مَعنى شِعرٍ وفاق مَغنىً كرما ... تَلقاهُ إذا نَحوتَهُ في العلما .
المفرَد في زمانه والعلما ... كُن ممتثلاً مرسومَه إن رَسَما .
فالفضلُ إليه كلُّهُ مَرجِعُهُ ... والرأي مُصِيبْ .
لولا عُمر الفضل عفَت أربَعَه ... أو كان غريبْ .
بالفَرع غَدَت في شَفَقِ الخدّين ... كالبَدرِ يَلوح نورهُ للعين .
لمياءُ رماها هاجريٌّ بالبين ... عنته وقد فارقَها يومين .
قد غاب ولّي يومين ما أقشَعَهُ ... خَلّوه يَغيبْ .
لو راح إلى نجدٍ أنا أتبَعُهْ ... حتى لو أُصيبْ .
فأجابه : .
البدرُ على غصن النَقا مطلَعُه ... من فوقِ كثيبْ .
مِن طَرفي والقَلبِ له مَوضِعُه ... يَبدو ويَغيبْ .
إنسانُ جُفوني ظلّ في الدَّمع غريق ... والقلب بنارِ البُعد والصَدّ حريق .
مَن يُطفيها مَن بسُكرِ الرح بريق ... والدُّرُّ بثغرٍ راق لَمعاً وبَريق .
من يمنَحُه المِسواك لا يمنعه ... ظمآن كئيب .
أَبلاه بما يَخفَى به مَوضِعُهُ ... عن جَسِّ طبيب .
من فَترةِ جفنِهِ أثار الفِتنَا ... واستَلَّ بها مِن الجُفون الوَسَنا .
إن ماس وإن أسفر أو عَنَّ لنا ... كالغُصنِ وكالبدرِ وكالظَّبي رَنا .
دَع وَصفي فالحسنُ له أجمعُه ... مِن غيرِ ضَريبْ .
وانظُر مُلحاً أضعافَ ما تَسمَعُهُ ... من كُلِّ لبيبْ .
لم أنسَ وسُكري بين كاس ورُضاب ... مِن فيهِ وشكي بين ثَغرٍ وحَباب .
والليلُ كما شابَ على أَثرِ شباب ... والجو لنا رَقّ كما رَقّ عِتاب .
لا بل غَزلُ النصيرِ إذ مَوقِعُه ... مِن كُل لبيب .
كالماءِ من الظَمأنِ إذ يَكرَعُهُ ... في قّيظِ أبيبْ .
شَيخُ الأدباءِ شَرقِها والغربِ ... مِن كلِّ عروضٍ يمتطى أو ضَربِ