ولبس يوم أحد لأمة رسول الله A وكانت صفراء ولبس رسول الله A لأمته فجرح كعب أحد عشر جرحاً وتوفي سنة خمسين وقيل : سنة ثلاث وخمسين وهو ابن سبع وسبعين سنة وكان عمي آخر عمره .
يعد في المدنيين وروى عنه جماعة من التابعين وروى له الجماعة .
قال : وكان شعراء المسلمين : حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك .
وكان كعب يخوفهم الرحب وعبد الله يعيرهم بالكفر وحسان يقبل على الأنساب وبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقاً من قول كعب : .
قضينا من تهامة كل وترٍ ... وخيبر ثم أغمدنا السيوفا .
نخبرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهن دوساً أو ثقيفا .
فقالت دوس : انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف .
وشعراء المشركين : عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبعرى وأبو سفيان ابن الحارث وضرار بن الخطاب .
وقال كعب بن مالك : يا رسول الله ماذا ترى في الشعر ؟ فقال رسول الله A : إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه وقال رسول الله A : أترى الله D أنسى لك قولك : .
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب .
صاحب البردة .
كعب بن زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني من مزينة بن أد بن طابخة وكانت محلتهم في بلاد غطفان فيظن الناس أنهم من غطفان .
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ فتح الدين محمد بن سيد الناس اليعمري بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة قال : قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني أخبركم عبد القوي بن عبد الله السعدي سماعاً أنا أبو محمد ابن رفاعة أنا أبو الحسن الخلعي أنا عبد الرحمن بن عمر النحاس أنا أبو محمد ابن الورد أنا عبد الرحيم البرقي ثنا عبد الملك بن هشام عن زياد البكائي عن محمد بن إسحاق قال : لما قدم النبي A من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير إلى أخيه كعب يخبره : أن رسول الله A قتل رجالاً بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه فإن كنت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله A فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك .
وكان كعب قد قال : .
ألا ابلغا عني بجيراً رسالةً ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا .
فبين لنا إن كنت لست بفاعلٍ ... على أي شيء غير ذلك دلكا .
على خلقٍ لم ألف يوماً أباً له ... عليه وما تلفي هليه أباً لكا .
فإن أنت لم تفعل فلست بآسفٍ ... ولا قائل إما عثرت : لعاً لكا .
سقاك بها المأمون كأساً رويةً ... فأنهلك المأمون منها وعلكا .
قال : وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيراً كره أن يكتمها رسول الله A فأنشده إياها فقال رسول الله A : سقاك بها المأمون صدق وإنه لكاذب وأنا المأمون ولما سمع على خلق لم تلف أماً ولا أباً عليه قال : أجل لم يلف أباه ولا أمه عليه .
ثم قال بجير لكعب : .
من مبلغٍ كعباً فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلاً وهي أحزم .
إلى الله لا العزى ولا اللات وحده ... فتنجو إذا كان النجاء وتسلم .
لدى يوم لا ينجو وليس بمفلتٍ ... من الناس إلا طاهر القلب مسلم .
فدين زهير وهو لا شيء دينه ... ودين أبي سلمى علي محرم .
فلما بلغ كعباً الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان حاضره من عدوه فقالوا : هو مقتول .
فلما لم يجد من شيء بداً قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله A ويذكر خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه