رأيت سراج الدين للصفع صالحاً ... ولكنه في علمه فاسد الذهن .
أستره بالكف خوف انطفايه ... وآفته من طفئه كثرة الدهن .
وقوله في النبيذ الشمسي : .
نديمي عد بالمصباح عني ... ولا تحفل به في ليل أنسي .
فليس أخاف أن يدجو ظلام ... علي وقهوتي في الليل شمسي .
وقوله في الزئبق الأقطع : .
واقطع قلت له ... أأنت لص أوحد .
فقال هذي صنعة ... لم يبق لي فيها يد .
وقوله وقد صلبوا ابن الكازروني وفي حلقه جرة خم في الأيام الظاهرية : .
لقد كان حد الخمر من قبل صلبه ... خفيف الأذي إذ كان في شرعنا جلدا .
فلما بدا المصلوب قلت لصاحبي ... ألا تب فإن الحد قد جاوز الحدا .
وقوله أيضاً : .
لقد منع الإمام الخمر فينا ... وصير حدها حد اليماني .
فما جسرت ملوك الجن خوفاً ... لأجل السيف تدخل في القناني .
وقول ابن دانيال موشحة يعارض بها أحمد بن حسن الموصلي : .
غصن من البان مثمر قمرا ... يكاد من لينه إذا خطرا يعقد .
أسمر مثل القناة معتدل .
ولحظه كالسنان منصقل .
نشوان من خمرة الصبي ثمل .
عربد سكراً علي إذ خطرا ... كذاك في الناس في كل من سكرا عربد .
يا بأبي شادن فتنت به .
يهواه قلبي على تقلبه .
مذ زاد في التيه من تجنبه .
أحرمني النون عندما نفرا ... حتى لطيف الخيال حين سرى شرد .
عيناه مثوى الفتور والسقم .
قد زلزلا من سطاهما قدمى .
سيفان قد جردا لسفك دمى .
إن كان في الحب قتلتي نكرا ... فها دمي فوق هده طهرا يشهد .
لا تلحني بالملام يا عذلي .
فأنني من هواه في شغل .
وانظر لماذا به المحب بلى .
لو عبد الناس قبله بشرا ... لكان من حسنه بغير مرى يعبد .
حملت وجداً كردفه عظما .
وصرت نضواً كخصرة سقما .
لو أن ما بي بالصخر لانهدما .
والحب داء لو حمل الحجرا ... لذاب من هول ذاك وانفطرا .
جوى أذاب الحشا فحرقني .
ونيل دمع جرى فغرقني .
لكنه بالدموع خلقني .
فرحت أجري في الدمع منحدرا ... ذاك لأني غدوت منكسرا مفرد .
بديع حسن سبحان خالقه .
أحمر خد يبدي لعاشقه .
مسكاً ذكي الشذا لناشقه .
نمل عذار يحير الشعرا ... وفود شعر يستوقف الزمرا أسود .
فأما موشحة الموصلي فإنها قوله وهو أصنع وقول الأول أسرى : .
بي رشأ عندما رنا وسرا ... باللحظ للعاشقين إذ أسرا قيد .
السحر من لحظه ومقلته .
والرشد من فرقه وغرته .
والغي من صدغه طرته .
بدر لصبح الجبين قد سترا ... بليل شعر فانظر له سترى أسود .
إن قلت بدر فالبدر ينخسف .
أو قلت شمس فالشمس تنكسف .
أو قلت غصن فالغصن ينقصف .
وسنان جفن سما عن النظرا ... وكل طرف إليه قد نظرا .
يزهو بثغر كالدر والشهب .
والطلع والأقحوان والحبب .
رصع شبه اللجين في الذهب .
حوى الثريا من ثغره أثرا ... له الذي أدمعي به نثرا نضد .
حاجبه مشرف على شغفي .
عارضه شاهد على أسفي .
ناظره عامل على تلفي .
به غرامي قد شاع واشتهرا ... وسيفه في الحشا إذا شهرا يغمد .
بما باجفانه من الوطف .
وما بأعطافه من الهيف .
وما بأردافه من الترف .
ذا الأسمر اللون ردني سمرا ... وفي فؤادي من قده سمرا أملد .
عذاره النمل في الفؤاد سعى .
والنحل من ثغره الأقاح رعى .
ويوسف أيدي النسا قطعا .
بالنور من وجهه سبا الشعرا ... وردني بالجفا وما شعرا مكمد .
وقوله ابن دانيال أيضاً على شير : .
إذا ما كنت مختوماً ... فكن ضيف على شير .
فما يخرج منه الخب ... ر إلا بالمناشير .
وقوله أيضاً : .
كم قيل لي إذ دعيت شمساً ... لا بد للشمس من طلوع .
فكان ذاك الطلوع داء ... يرقى غلى السطح من ضلوعي