محدث ثقة كريم النفس يكرم الغرباء كتب الكثير وصنف وخرج وعني بالكتابة والمطالعة فبلغ الغاية وكان كثير المزح وله المستقصى في فضل المسجد الأقصى وكتاب الجهاد .
وأملى مجالس وكان يتعصب للأشعري من غير أن يحقق مذهبه . وولي مشيخة دار الحديث النورية بدمشق وتوفي سنة ستمائة .
؟ القاسم بن عمر .
؟ الخليع البغدادي .
القاسم بن عمر بن علي بن إبراهيم أبو عبد الله المؤدب المعروف بالخليع البغدادي الشاعر : ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة .
ومن شعره : .
أي هوىً من هواك يسليني ... ولائمي بالغرام يغريني .
مخسرتي بالصدود آخرتي ... مخرجتي بالغرام من ديني .
إلام بالوعد تملأين يدي ... وأنت في النوم لا تزوريني .
ذاعن إذا الحشر تخلفين غداً ... وكل يومٍ غداً يمنيني .
يا برد تشرين وهي مشملة ... وثلج كانون وسط كانون .
بيارد الوعد قد مضى زمني ... وما تهيا حصاد كموني .
ومنه : .
والله مما كنت مختاراً لبينكم ... وإنما حكم الرحمن بالبين .
وكل ما يحكم الله العظيم به ... فإن ذلك محمول على العين .
؟ أبو دلف العجلي القاسم بن عيسى الأمير أبو دلف العجلي صاحب الكرج وواليها .
حدث عن هشيم وغيره وكان فارساً شجاعاً ممدحاً وشاعراً محسناً ولي حرب الخرمية فدوخهم وأبادهم وولي إمرة دمشق للمعتصم .
وكان شيعياً غالياً في التشيع وكان حاضر الجواب قال له المأمون يوماً : ما أخرك ؟ قال : كنت ضعيفاً فقال : شفاك الله وعافاك اركب فوثب علي فرسه فقال : ما هذه وثبة عليل فقال : عوفيت بدعاء أمير المؤمنين .
وله صنعة في الغناء مذكورة في كتب الأغاني وله كتاب البزاة والصيد وكتاب السلاح . وكتاب النزه . وكتاب سياسة الملوك وغير ذلك .
ومن شعرائه أبو تمام الطائي وفيه يقول : .
يا طالباً للكيمياء وعلمه ... مدح ابن عيسى الكيمياء الأعظم .
لو لم يكن في الأرض إلا درهمٍ ... ومدحته لأتاك ذاك الدرهم .
فأعطاه على هذين البيتين عشرة آلاف درهم فأغفله قليلاً ثم دخل عليه وقد اشترى بتلك الدراهم قرية في نهر الأبلة فأنشده : .
بك ابتعت في نهر الأبلة قريةً ... عليها قصير بالرخام مشيد .
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ... وعندك مالٌ للهبات عتيد .
فقال له : وكم ثمن هذه الأخت ؟ قال : عشرة آلاف درهم فدفعها إليه .
وقال فيه القصيدة الفائية التي أولها : .
أما الرسوم فقد أذكرن ما سلفا ... فلا تكفن عن شأنيك أو يكفا .
منها : .
ودع فؤادك توديع الفراق فما ... أراه من سفر التوديع منصرفا .
يجاهد الشوق طوراً ثم يجذبه ... إلى جهاد القوافي في أبي دلفا .
قلت : ما أحسن قول أبي الحسين الجزار يمدح : .
إني وإن كنت حبيباً عنده ... فإنه للرزق عندي قاسم .
وكان أحمد بن فنن مولى بني هاشم أسود مشوه الخلق وكان قصيراً فقالت له امرأته : إن الأدب قد سقط نجمه وطاش سهمه فاعمد إلى سيفك ورمحك وقوسك وادخل مع الناس في غزواتهم عسى الله أن ينفلك من الغنيمة شيئاً فأنشد : .
مالي ومالك قد كلفتني شططاً ... حمل السلاح وقول الدارعين قف .
أمن رجال المنايا خلتني رجلاً ... أمسي وأصبح مشتاقاً إلى التلف .
تمشي المنايا إلى غيري فأكرهها فكيف أمشي إليها بارز الكتف .
ظننت أن نزال القرن من خلقي ... وأن قلبي في جنبي ابي دلف .
فبلغ خبره أبا دلف فوجه إليه ألف دينار .
وكان أبو دلف قد لحق أكراداً قطعوا الطريق في عمله فطعن فارساً نفذت الطعنة إلى فارس آخر وراءه رديفه فنفذ فيه السنان فقتلهما ففي ذلك يقول بكر بن النطاح : .
قالوا : وينظم فارسين بطعنةٍ ... يوم الهياج ولا تراه كليلا .
لا تعجبوا فلو أن طول قناته ... ميلٌ إذن نظم الفوارس ميلا .
ودخل عليه بعض الشعراء وأنشده : .
الله أجرى من الأرزاق أكثرها ... على يديك بعلمٍ يا أبا دلف .
ما خط لا كاتباه في صحيفته ... كما تخطط لا في سائر الصحف